والشيخ ﵀ ينبِّه بذكر السياسة على كمال الشريعة وشمولها لجميع شؤون الحياة، ومنها السياسة، وهي: التدابير التي تصدر من ولي الأمر مما يتعلق بالرعية أو بالشؤون الدولية. وقد نبَّه الشيخ على مسألة مهمة، وهي: وجوب الهجرة على من كان في بلدٍ لا يستطيع فيه إظهار دينه، وإعلان التوحيد؛ فيهاجر إلى أي أرض يقدر فيها على إظهار الإسلام والتوحيد، والبراءة من المشركين، وما يشركونه مع الله، وقد توعَّد الله من يقيم بين المشركين وهو يقدر على الهجرة. ومن الآيات الدالة على وجوب الهجرة قوله تعالى: ﴿يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (٥٦)﴾ [العنكبوت](١).
* * *
سابعًا: في السياسة الخارجية:
أمر الله المسلمين وولاة أمورهم أن يدعوا غير المسلمين إلى الإسلام لينقذوهم به من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان بالله، ومن شقاء الانغماس في ماديات هذه الحياة الدنيا، والحرمان من السعادة الروحية التي يَنعم بها المسلمون حقًّا.
فأَمْرُ الله هذا للمسلم هو: أن يكون إنسانًا صالحًا ينفع جميع بني الإنسان بصلاحه، ويسعى لإنقاذ البشر جميعًا، بخلاف المناهج