البشرية، فإنها تطلب من الإنسان أن يكون مواطنًا صالحًا فقط، وهذا من الأدلة على فسادها ونقصها، وعلى صلاح الإسلام وكماله.
وأمر الله المسلمين أن يُعِدُّوا لأعداء الله ما استطاعوا من قوة؛ ليحموا بها الإسلام والمسلمين، وليرهبوا بها عدو الله وعدوهم، كما أباح الله للمسلمين أن يعقدوا المعاهدات مع غير المسلمين إذا دعا الأمر إلى ذلك على ضوء الشريعة الإسلامية، وحرَّم الله على المسلمين نقض العهد الذي يبرمونه مع عدوهم إلا إذا بدأ العدو بنقضه، أو فعل ما يوجب ذلك؛ فإنهم يشعرونه بالنقض.
وقبل بدء القتال مع غير المسلمين أمر الله المسلمين أن يدعوا أعداءهم إلى الدخول في الإسلام أولًا، فإن أبوا طلبوا منهم الجزية والخضوع لحكم الله، فإن أبوا كان القتال حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله.
وفي حال القتال حرَّم الله على المسلمين قتل الأطفال والنساء والشيوخ والرهبان الذين في معابدهم، إلا مَنْ يشترك مع المقاتلين برأي أو فعل، وأمرهم أن يعاملوا الأسرى بالإحسان، ومن هذا نفهم أنَّ الغزو في الإسلام لا يُراد به السيطرة والاستغلال، وإنما يُراد به نشر الحق ورحمة الخلق، وإخراج الناس من عبادة المخلوق إلى عبادة الله الخالق.