للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله: (يخبر الله تعالى الناس جميعًا أنَّه ربهم الذي خلقهم، وخلق السموات والأرض في ستة أيام … ) إلى آخره: ينبِّه الشيخ إلى أنَّ الله تعالى الذي أخبر بأنَّه استوى على العرش أنَّه مع عباده كما في الآيات الأخرى، فيجب الإيمان بالعلو والمعية؛ بعلوه فوق مخلوقاته مستويًا على عرشه، والإيمان بأنَّه مع العباد كما قال تعالى: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾ [الحديد: ٤]، ومعيَّته تعالى إنما هي بعلمه وسمعه وبصره (١)، يعني: يعلم أحوال العباد وما ظهر وما خفي من أحوالهم، ويسمع أقوالهم ويرى حركاتهم، إذن هو معهم كما قال تعالى: ﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ﴾ [المجادلة: ٧]، وهذا أصلٌ من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة؛ الإيمان بالعلو والمعية، فهو تعالى عالٍ في دُنوِّه، قريبٌ في علوِّه، وقد جمع الله بين الصفتين في آية «الحديد» في قوله: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾ إلى قوله: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾ [الحديد: ٤] (٢).

قوله: (وينهى عن السجود للشمس والقمر؛ لأنَّهما مخلوقان كغيرهما من المخلوقات، والمخلوق لا يصح أن يُعبد … ) إلى آخره: الشمس والقمر هي التي تسجد لله، كما في قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ … ﴾ [الحج:


(١) ينظر: الرد على الجهمية والزنادقة للإمام أحمد (ص ٢٩٦)، والإبانة الكبرى (٧/ ١٥٩ - ١٦١).
(٢) ينظر: توضيح مقاصد العقيدة الواسطية لشيخنا (ص ١٨٤).

<<  <   >  >>