أما فيما يتعلق بالصناعات والخبرات الفنية الصحيحة فإنَّ الإسلام يأمر بتعلمها، والأخذ بها، ولو كان السابق إليها غير مسلم؛ لأنَّ الله هو المعلِّم للإنسان، قال الله تعالى: ﴿عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (٥)﴾ [العلق]، وهذا أعلى مقامات النصح والإصلاح للإنسان في الاستفادة من حريته، وحفظ كرامته وحمايتها من شر نفسه وشر غيره. د-حرية المأوى: وأعطى الله تعالى للمسلم حرية المأوى، فلا يجوز لأحد أن يدخل عليه بغير إذنه، ولا ينظر إليه في مأواه بغير إذنه.
هـ-حرية الكسب: وأعطى الله للمسلم حرية الكسب والإنفاق في حدود ما شرع له، فأمره أن يعمل ويكتسب لكي يكفي نفسه وأسرته، ولكي ينفق في وجوه البر والإحسان، وفي الوقت نفسه حرَّم الله عليه المكاسب المحرمة مثل: الربا والقمار والرشوة والسرقة وأجرة الكهانة والسحر والزنا واللواط، وحرَّم الله أثمان المحرمات؛ كثمن صور ذوات الأرواح، والخمر والخنزير وآلات اللهو المحرمة، والأجرة على الغناء والرقص، وكما أنَّ الكسب من هذه المصادر محرَّم فكذلك الإنفاق فيها محرَّم؛ فلا يصح للمسلم أن ينفق شيئًا إلا في وجه مشروع، وهذا أعلى مقامات النصح والهداية والإصلاح للإنسان في كسبه وإنفاقه، لكي يعيش غنيًّا بالكسب الحلال سعيدًا.