للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مهيمنًا عليها، وأن يؤمن برسل الله من أولهم إلى آخرهم محمد ؛ لأنَّ رسالتهم واحدة، ودينهم واحد وهو الإسلام، ومرسلهم واحد وهو الله رب العالمين؛ فيلزم المسلمَ أن يؤمن بأنَّ الرسل الذين ذكرهم الله في القرآن رسل الله إلى أممهم الماضية، ويؤمن بأنَّ محمدًا خاتمهم، ورسول الله إلى الناس أجمعين، وأنَّ الناس بعد بعثته كلهم أمة له حتى اليهود والنصارى وغيرهم من أهل الديانات الأخرى؛ لأنَّ جميع مَنْ في الأرض أمة لمحمد ملزمون من عند الله باتباعه.

وموسى وعيسى وجميع الرسل بريئون ممن لا يتبع محمدًا، ويدخل في الإسلام؛ لأنَّ المسلم مؤمن بجميع الرسل، ومتبع لهم، ومَن لم يؤمن بمحمد ويتبعه ويدخل في دين الإسلام فهو كافر بجميع الرسل، مكذِّب لهم، ولو ادعى أنه متبع لأحدهم.

وقد تقدمت الأدلة على ذلك من كلام الله تعالى في الفصل الثاني (١)، وقال الرسول محمد في حديثه: «والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسلت به إلا كان من أصحاب النار». رواه مسلم (٢). ويجب على المسلم أن يؤمن بالبعث بعد الموت والحساب والجزاء والجنة والنار، ويجب عليه أن يؤمن بقدر الله تعالى.


(١) تنظر: (ص ٥٦).
(٢) برقم (١٥٣) عن أبي هريرة بنحوه.

<<  <   >  >>