للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله، وأمر المسلم أن يزيله إذا رآه ولو كان الذي وضعه غيره، ووعده الأجر على ذلك، كما تَوعَّد المؤذي بالعقاب.

وفرض الله على المؤمن أن يحب لأخيه كما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه؛ قال الله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة: ٢]، وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ﴾ [الحجرات: ١٠]، وقال تعالى: ﴿لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (١١٤)[النساء]. وقال الرسول محمد : «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، رواه مسلم (١)، وقال في خُطَبِه العظيمة التي ألقاها في آخر حياته في حجة الوداع، مؤكِّدًا بها ما أمر به من قبل: «يا أيها الناس إنَّ ربكم واحد، وأباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأسود على أحمر، ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى، أبلَّغت؟» قالوا: أبلغ (٢) رسول الله، وقال أيضًا: «إنَّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا، وفي بلدكم هذا، ألا هل


(١) برقم (٥٤)، وأخرجه أيضًا البخاري (١٣) عن أنس .
(٢) كذا في المطبوع، والصواب: «بلَّغ» كما في المراجع الحديثية، ونبَّه عليه شيخنا في التعليق.

<<  <   >  >>