للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قولهم: المسيح ابن الله، وعلى اليهود قولهم: عُزَيرٌ ابن الله، وعلى غيرهم قولهم: الملائكة بنات الله، وشنَّع عليهم هذا القول الباطل.

وأخبر أنَّه خلق المسيح عيسى من أم بلا أب بقدرته، مثلما خلق آدم أبا البشر من تراب، ومثلما خلق حواء أم البشر من ضلع آدم، فرآها إلى جنبه، ثم خلق ذرية آدم من ماء الرجل والمرأة، فقد خلق كل شيء في البداية من العدم، وجعل بعد ذلك لمخلوقاته سنة ونظامًا لا يستطيع أحد أن يغيِّرهما سواه، وإذا أراد أن يغيِّر من هذا النظام شيئًا غيَّره كما يشاء، كما أوجد عيسى من أم بلا أب، وكما جعله يتكلم وهو في المهد.

وكما جعل عصا موسى حيَّة تسعى، ولما ضرب بها البحر انشق فصار سوقًا عَبَرَ منه هو وقومه، وكما شَقَّ القمر لخاتم المرسلين محمد ، وجعل الشجر يسلِّم عليه إذا مرَّ به، وجعل الحيوان يشهد له بالرسالة بصوت يسمعه الناس، فيقول: أشهد أنك رسول الله، وأُسري به على البُراق من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عُرج به إلى السماء ومعه الملك جبرائيل حتى وصل فوق السماء فكلَّمه الله .

وفَرض عليه الصلاة، وعاد إلى المسجد الحرام في الأرض، ورأى في طريقه أهل كل سماء، وذلك كله في ليلة واحدة قبل طلوع الفجر،

<<  <   >  >>