للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذه الأدلة الثلاثة يأتي ذكرها في القرآن في مواضع متعددة، بأساليب منها ما هو مبسوطٌ، ومنها ما هو موجز (١).

والحديث عن اليوم الآخر والبعث والنشور والجزاء في القرآن كثير واسع؛ بل في القرآن سور مخلَصة لهذا المعنى؛ كسورة القيامة، وسورة الواقعة، وسورة القارعة، وسورة الحاقة، كلها سور من أولها إلى آخرها في تقرير البعث، وهذه الحجج العقلية يرد بها على المكذبين الذين يقولون: ﴿ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (٣)[ق]، ويستبعدون البعث ويستعظمونه، يقولون: «كيف نُعاد بعد أن كنا ترابًا وعظامًا ورُفاتًا؟!».

وقوله: (فيها مئة درجة): يريد بالدرجات: الجنات، ولا شك أن الجنة جناتٌ كثيرة ليست واحدة، وأعلاها الفردوس (٢)، ويَشهد لِما قال الشيخ من إطلاق الدرجات على الجنات قولُه تعالى: ﴿وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى (٧٥) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى (٧٦)[طه].


(١) ينظر: شرح العقيدة الطحاوية لشيخنا (ص ٢٤٢ - ٢٤٤).
(٢) أخرجه البخاري (٢٧٩٠) عن أبي هريرة . وينظر: حادي الأرواح (١/ ٢١٠).

<<  <   >  >>