للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعبادة الله تعالى تتضمن كمال الذل لله تعالى، والحب له، وذلك يستلزم كمال طاعته.

وهنا تعريفان للعبادة:

أحدهما: أنَّ العبادة اسمٌ جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة (١).

الثاني: كمال الحب، مع كمال الذل له سبحانه (٢).

فالأول: اسم لما يُتَعَبَّد به. والثاني: اسم لحقيقة العبادة.

والصلاةُ ونحوها شعائرُ العبادة؛ لأنها يُتَعبَّد بها ويتذلل بها لله تعالى، فهي عبادة، ولهذا لا ينبغي أن تسمى مظاهر العبادة؛ لأنها هي التي يحصل بها التذلل والتقرب إلى الله تعالى.

والشعائر الشركية تذللٌ وتَعَبُّدٌ لغير الله؛ كالذبح مثلًا، فالذبحُ على وجه التعظيم والتقرب عبادةٌ.

فالشركُ عبادةُ غير الله مع الله، أو اتخاذُ ندٍّ لله تعالى.

قال ابن القيم:

والشركُ فاحذره فشركٌ ظاهر

ذا القسمُ ليس بقابلِ الغفرانِ


(١) ينظر: العبودية لابن تيمية (ص ٤٤).
(٢) ينظر: العبودية (ص ٤٨)، ومدارج السالكين (١/ ١١٥ - ١١٦).

<<  <   >  >>