للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


الحمد للَّه الذي رفع رايات الفهم والدراية، ونصب آيات الحفظ والرواية، ووفق أرباب الألباب لاكتساب العلوم والآداب، وأيدَّ أصحاب السداد بالاستمداد من كلِّ حاضر وباد، وشرَّف هذه الأمة بعلوِّ الإسناد، وزيَّن أهل الكمال بخفض جناح الأفعال على كلِّ ملبي وحاد.
والصَّلاة والسَّلام على سيدنا محمد، أفصح من نطق بالضاد، واغترف من بحار فضله كل راوٍ وصاد، وعلى آله وأصحابه البررة الأمجاد.
وبعد: فقد قرأ صاحب هذه الإجازة - الآتي ذكره - على سيدنا ومولانا وشيخنا وأستاذنا، قاضي القضاة، حافظ العصر، شيخ الإسلام، ملك العلماء، بقية المجتهدين الأعلام - فسح اللَّه في أجله، وأعاد علينا وعلى المسلمين من بركاته -:
الفاضل، البارع، المفيد، المجيد، الأديب، الخطيب، الشيخ نور الدين علي ابن الفقير إلى اللَّه تعالى الزيني داود الجوهري، الحنفي مذهباً - نفع اللَّه به -؛ جميع الكتاب الجليل المُسمَّى: (توضيح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر)؛ تأليف حافظ العصر المشار إليه أعلاه، قراءةَ بحثٍ وتدقيق، وسؤال عن عويص وتحقيق، في مجالس متعددة حسب بلاغ حافظ العصر على هامش الكتاب المذكور.
وسمع عليه جملةً من تصانيفه؛ من ذلك: (مقدِّمة فتح الباري بشرح صحيح البخاري) و … (أ) الشرح المذكور، ومجالس من (شرح الألفية في علم الحديث)؛ تأليف شيخ الحفَّاظ والإسلام زين الدين عبد الرحيم العراقي رحمه الله، ومجالس عديدة من (الأمالي المصرية) بالخانقاه البيبرسية، ودار الحديث الكاملية.
وقد أجاز سيدنا ومولانا وشيخنا شيخ الإسلام حافظ العصر، المشار إليه أعلاه؛ لصاحب هذه الإجازة: أن يروي الكتب المذكورة عنه، وجميع ما يجوز له روايته، في مجالس عديدة.
والمسؤول من فضل سيدنا ومولانا قاضي القضاة شيخ الإسلام حافظ العصر - فسح اللَّه في أجله، وأعاد علينا وعلى المسلمين من بركاته -: أن يتفضل على صاحب هذه الإجازة، ويجبر خاطره بتشريفها بخطه الكريم، بالإجازة له بروايتها وجميع ما ذكر، وبالإذن له بإفادة الكتاب المذكور، وتقريره للمريدين؛ ليحصل له بذلك الجبر والشرف بين الطلبة والمفيدين، والمسؤول من فضل اللَّه الكريم أن يحفظكم على المسلمين، وأن يمكن لكم في الأرض، ويعيد علينا وعلى المسلمين من بركاتكم في الدنيا والآخرة.
وكتب هذه الأحرف: محمد بن علي، الشهير بابن قمر، في عاشر جمادى الآخرة، من سنة خمسين وثمان مئة.
حسبنا اللَّه ونعم الوكيل».

<<  <   >  >>