للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما حالي فيها، فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة، ولا نار، فإذا دفنتموني فشنوا علي التراب شنا، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها، حتى أستأنس بكم، وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي" (١).

ونقول تبا لأولئك الناقمين على أبي بكر - رضي الله عنه - انتصارا لإخوانهم المرتدين، مستدلين بروايات مصنوعة مزورة، معرضين عن حقائق الكتاب والسنة، موغلين في عداوة الإسلام وأهله، ومن التزوير ما جاء في كتاب التحفة الاثني عشرية: إذ حذف الشريف الرضى صاحب نهج البلاغة حفظا لمذهبه الفاسد، حذف لفظ أبي بكر وأثبت بدله: فلان، وتأبى الأوصاف إلا أبا بكر، ولهذا الإيهام اختلف الشراح، فقال البعض هو أبو بكر، وقال آخرون: هو عمر، ورجح الأكثرون الأول، وهو الحق، والعجب أن الناقمين على الصحابة وفي مقدمتهم أبو بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم -، يفعلون ذلك بزعمهم حب آل البيت، وهم والله برآء من حب آل البيت، لأنه حب عار عن الصدق اتخذوه لغايات يسعون لتحقيقها، بدعوى الحب الكاذب، حتى صار ذلك عارا على آل البيت، قال عليّ بن الحسين رحمه الله وكان أفضل هاشمي في زمانه: "أيها الناس أحبونا بحب الإسلام، فما برح بنا حبكم حتى صار علينا عارًا" (٢).

قلت ليس حب آل البيت عارا، ولكن لكثرة ما وضع له من الزور والكذب عليهم فردا فردا روايات لا يصدقها مجنون فضلا عن عاقل أصبح حب آل البيت عارا بسببها، ونِعْم حب آل البيت عند أهل السنة، إنه حب الإسلام الذي نشده علي بن الحسين رحمه الله.

أما الرافضة فقد أخبر بهلاكهم وضلالهم عليٌّ نفسه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فيك مَثَلٌ من عيسى بن مريم أبغضته يهود، حتى بهتوا أمه، وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليس به».


(١) مسلم حديث (١٩٢).
(٢) آل رسول الله وأولياؤه (١/ ١٨٨).

<<  <   >  >>