للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم عثمان، فيبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا ينكره» (١)، وقال علي - رضي الله عنهم -: «لا أوتى بأحد يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري» (٢)، وزوج عمر بنته ... أم كلثوم الكبرى ولدت لعمر زيدا ورقية، وقد قدمنا نص الخطبة العصماء التي أبَّنَ بها علي أبا بكر رضي الله عنهما، لأن أبا بكر كان صديق علي في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم صار بعد ذلك خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإماما لخيار الأمة ومنهم علي - رضي الله عنه -، وكذلك تمنى أن يلقى الله بمثل عمل عمر - رضي الله عنهم -، هذه أخوة الإسلام.

ومن حب علي للثلاثة سمى بهم أولاده، ومن أحب إنسانا أبدى تكريمه، ومن تكريم علي لأبي بكر رضي الله عنهما أنه سمى أحد أبنائه أبا بكر، فأبو بكر بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، قتل مع أخيه الحسين بن علي - رضي الله عنه - في يوم عاشوراء سنة إحدى وستين، وأمه ليلى ابنة مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي بن سلمى بن جندل بن نهشل بن دارم (٣).

وعمر بن علي بن أبي طالب، من نسله عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب سمى أحد بنيه أبا بكر، والآخر باسم عمر وعثمان بن علي بن أبي طالب، له رواية (٤)، وتتوالى التسمية بالثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان من أبناء علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم -، فالحسن بن علي - رضي الله عنه - يسمي ولده أبا بكر وهو أبو بكر بن الحسن بن علي، وأمه أم ولد (٥)، وسمى عمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب (٦)، وله منه حفيد اسمه: محمد له رواية، ولم يتخلف الحسين - رضي الله عنه - عن التبرك بأسماء الثلاثة فقد سمى أبا بكر بن الحسين بن علي بن أبي طالب (٧)، وسمى عمر بن


(١) أحمد في فضائل الصحابة حديث (٨٥٧).
(٢) أحمد في فضائل الصحابة حديث (٤٩).
(٣) تاريخ الطبري ٥/ ٤٦٨.
وانظر: الشريعة للآجري ٤/ ١٧٢٥.
(٤) المنتخب من كتاب أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ١/ ٦١.
(٥) ترتيب الأمالي الخميسية للشجري ١/ ٢٢٥.
(٦) وانظر: المجالسة وجواهر العلم ٨/ ١١٩، .
(٧) مقاتل الطالبيين ١/ ٥٩٣.

<<  <   >  >>