بالنهج ذاته بل حادوا عنه، وتأثروا بأحداث الفتنة بين عثمان وظالميه، وبين علي وظالميه، ويزنوا الأمور بما كان نهجا نبويا، فعدم فهم الكثيرين من المسلين اليوم لهذا الجانب بدقة وعمق وتجرد، جعلهم يقعون فيما نسب إلى الإسلام وليس منه، ومن ذلك التعصب المذهبي مع وجود الدليل الشرعي، والتعصب العقدي، مع قيام أدلة الحق وقرائنه، والتعصب السلوكي، وتربية النفس على بدع ما أنزل الله بها من سلطان، وكل يدعي وصلا ليلى وليلى لا تقر له بذاكا، كل يقول: إنه مسلم وأن الحق معه، وهم في طامة عظمى يكفر بعضهم بعضا، ويلعن بعضهم بعضا، وما كان هذا والله بين المسلمين في عهد النبوة ولا الخلافة الراشدة، لكن الحاقدين على الإسلام دبروا المكائد للإسلام وأهله، ورسموا خطط التدمير فأجادوا وتقبل السذج من المسلمين الفكرة، حتى أو صلتهم إلى الدمار في الدنيا، والهلاك في الآخرة، والأمثلة حية ملموسة اليوم: دعوى تحرير المرأة، والأمر أن حرية المرأة معلومة في الإسلام، لا مطعن فيها ولا اعتراض عليها من المسلمين، فخالقها العالم بما يصلحها وما يفسدها حدد واجباتها، وبين حقوقها، في إطار يكرمها ويجعلها عزيزة مصونة إلى أن تلقى الله - عز وجل -، والذين يعترضون على حقوق المرأة وغيرها من الأمور المشروعة في الإسلام واحد من ثلاثة:
١ - إما كافر بمحمد - صلى الله عليه وسلم -، وبما نزل عليه من الحق، كاليهود والنصارى والذين أشركوا، فهذا لا غرابة في طعنه على حقوق المرأة وغيرها من القرارات الشرعية في الإسلام، لأنه عدو للإسلام ونبيه جملة وتفصيلا، فمن الطبيعي جدا أن يمكر ويدبر ويخطط لكسر ما عند عدوه من قيم وفضائل، ترتقي بها عن مرابض الدواب وسلوكياتها كما هو الحال في بلاد الغرب ومن شايعها، ومن تدبير عدو الإسلام اصطياد المغرورين بما لديه من تفوق علمي واقتصادي، وانفلات في القيم والفضائل، باسم الحرية، وقد نجح الأعداء في هذا الجانب من خطط تدمير الإسلام وأهله إلى حد كبير، فكان لهم قطعان من البشر يسومونها في أوطان المسلمين لتنفيذ مشروع التدمير، بألفاظ معسولة، وأفكار مغسولة من القيم والفضائل، تذليلا لإنشاء مراتع الشهوات والقضاء على الإسلام وأهله؛ لأن الإسلام قيم وفضائل، وللأسف نجحت تلك القطعان في القيام بخدمة العدو، بسبب ما هيئ