لهم من التلميع الإعلامي، والوصول بهم إلى مراكز مؤثرة في الفكر والسلوك الاجتماعي، فاستجالوا الكثيرين من البسطاء من أبناء المسلمين، لانبهارهم بما حصل عليه دعاتهم من شهرة، وتسويق واسع لأفكارهم المسمومة، ولبعدهم عن نهج العهد النبوي والخلافة الراشدة، وما تلا ذلك من الخير، ولذلك وقعوا في حبائل الأعداء وأذنابهم.
٢ - ثلة من أبناء المسلمين أوفدوا إلى بلاد الأعداء وهم غير محصنين بالقيم والفضائل الدينية، نعم أخذوا جرعات محدودة، سرعان ما تبددت من أذهانهم إما لأنهم أخذوا لغرض دنيوي، فانتهى استذكارها والعمل بها بعد الحصول على الشهادة ومنحة السفر إلى بلاد الأعداء، أو أنها لضعف التحصيل فيها تبددت أمام ما رأى من حضارة في بلاد الغرب، وأمام ما قدم له من أفكار أسهمت في القضاء إلى حد كبير على ما لديه من قيم وفضائل إسلامية، بعد أن أقنعوه بأن السبب في عدم وجود تلك الحضارة في بلاد الإسلام بالصورة ذاتها في بلاد الغرب إنما هو الإسلام الذي يحرم كل شيء في نظرهم، هذه الثلة من أبناء المسلمين عادت إلى الوطن الإسلامي سهاما مسمومة وموجهة إلى الجسد الإسلامي بحقد شديد، وهم من القطعان الذين تقدمت الإشارة إليهم، لكنهم دونهم في اتخاذ القرار، جندوا لهدم الإسلام بدعاوى التحرير، والتقدم والتحضر، ورموا الإسلام زورا وبهتانا بأنه سبب في التخلف والتحجر، وكبت الحريات، وهذه الثلة مهمتها تهيئة الناس للمشروع المعادي للإسلام، ليتم اتخاذ القرار من مالكيه في الوقت المناسب، ولا يخلو حال هذه الثلة من إحدى ثلاث:
أـ إما أن تكون لهم بقية من قيم ومرجعية دينية، لكنهم يرون حصرها في العبادة، ولا علاقة لها بشؤون الحياة على مبدأ فصل الدين عن الدولة، وهؤلاء خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، والعمل السيئ كبير جدا وأثره على الإسلام وأهله كبير، وهو ما أوصل المسلمين اليوم إلى الذل والإذعان للغرب في كل المجالات، وتحجيم الدور الإسلامي في حياة المسلمين إلى حد بدأ الأعداء يفكرون في تنفيذ أسباب اقتلاعه من جذوره، ليعود المسلمون في جاهلية جديدة تفوق الجاهلية الأولى، فلا هم بالمسلمين، حقا ولا هم كفار من الدرجة الأولى عند الغرب، وإن