للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رضي الغرب بالنتيجة فسوف يكونون كفارا من الدرجة الثالثة وربما أبعد، على غرار معاملة إسرائيل لليهود فليسوا كلهم في طبقة واحدة عندهم.

ب - وإما أن تكون مرجعية القيم لديهم غربية بحته ولا علاقة لها بالإسلام ففي هذه الحال أصبحوا أعداء خلّص للإسلام وأهله شأنهم شأن الغرب تماما، والواقع أن العالم الإسلامي لا يخلوا من أصحاب الأمرين وهم كما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله، صفهم لنا، قال: هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا» (١)، وكم من أبناء المسلمين من خرج ضالا مضلا يدعي النبوة، وكم منهم من ينادي باستبعاد العمل بالسنة النبوية الصحيحة، والعجب العجاب أن زعيما كان لشعب مسلم يصلي بالناس العصر ثلاث ركعات، ويسلم عامدا لا ساهيا فيذكّر، فيقول: هات دليلا من القرآن على تحديد الركعات في الصلاة، فيقال: إنه مبين بالسنة النبوية، فيقول محمد رجل وأنا رجل، ويمزق صحيح البخاري، وصحيح مسلم، ويضع كتابا يضاهي به القرآن، ويلقب نفسه رسول الصحراء، وزعيم آخر لشعب مسلم يمنع تعدد الزوجات، ويبيح للعمال الفطر في رمضان، حتى لا يتدنى إنتاج المصانع في بلده، وأي مصانع يا ترى! ! ، ويقول للعمال: افطروا ولن أدخل الجنة إلا وأنتم معي، وله طامات لقي ربه بها، وزعيم آخر يغزو بلدا آمنا مجاورا مد له يد العون في الرخاء والشدة، يتخذ قرار الغزو تحت تأثير تعاطي المخدرات كما قيل، وزعيم شعب مسلم يعلن كفانا مساجد، ويصدر أمرا بمنع بناء المساجد في بلاده التي يدين أهلها بالإسلام، هؤلاء يخشون الإسلام، ويخافون من الملتزمين به على الوجه الصحيح، فإذا ما سنحت لهم فرصة لضربه تذرعوا بأي خطأ يقع من شاذ، أو جاهل مراهق غُرّر به، أو جماعة لم تسلك المنهج النبوي الصحيح، وعمموا ذلك على المسلمين، وأجروا التنكيل بكل أحد، دون وازع ولا ضمير، وما أكثر ما تغيب حقوق الإنسان في السجون والمعتقلات، ولا يطالبون بها إلا في حاله مناقضة الإسلام، وتدمير ما جاء به من الحق، فماذا يقول أبناء جلدتنا، والذين يتكلمون بألسنتنا؟ ! ، إذا ما لقوا ربهم، أم أنهم لا يؤمنون بالبعث؟ ولا مفر لهم من


(١) البخاري حديث (٧٠٨٤) ومسلم حديث (١٦٤٧) ..

<<  <   >  >>