بن الربيع الأنصاري - رضي الله عنه -: "عقلت مجّة مجّها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وجهي من دلو معلقة في دارنا"(١).
ولمعرفة من هو الصحابي طرق معلومة عند العلماء وهي:
أولا: التواتر المفيد للعلم القطعي بالصحبة، وهذا لا يختص بالعشرة المشهود لهم بالجنة وأمثالهم، بل يدخل فيه أيضاً كل من تواترت الرواية عنه من الصحابة المكثرين الذين بلغ الرواة عنهم العدد المفيد للتواتر كالمكثرين الرواية عنه - صلى الله عليه وسلم - وهم مرتبون حسب عدد ما رووا من كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
١ - أبو هريرة - رضي الله عنه - روى (٥٣٧٤) حديثا.
٢ - عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، روى (٢٦٣٠) حديثا.
٣ - أنس بن مالك - رضي الله عنه -، روى (٢٢٨٦) حديثا.
٤ - عائشة رضي الله عنها، روت (٢٢١٠) أحاديث.
٥ - عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، روى (١٦٦٠) حديثا.
٦ - جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، روى (١٥٤٠) حديثا.
٧ - أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -، روى (١١٧٠) حديثا، وغيرهم كعبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهم - وأمثالهم، وكذلك من اتفقت الأمة على صحة حديثه، وتلقته بالقبول وإن لم تكثر الرواية عنه كأبي قتادة - رضي الله عنه -، وأبي مسعود البدري: عقبة بن عامر مشهور بكنيته - رضي الله عنه - ونحوهما، فإن من لوازم ذلك اتفاقهم على كونه صحابياً، ويندرج في هذا عدد كثير من الصحابة المتفق على صحة أحاديثهم.
ثانيا: أن تكون صحبته ثابتة بالاشتهار القاصر عن رتبة التواتر، وهو يفيد العلم النظري عند كثير من العلماء، ويلتحق بهذه الرتبة من اتفقت كتب السير والمغازي والتاريخ على ذكره في الصحابة، ويندرج في هذا النوع خلق كثير من الصحابة - رضي الله عنهم - وإن كان فيهم من ليس له إلاّ الحديث الواحد أو الحديثان، وقد ألف العلماء في هؤلاء مؤلفات منها: المنفردات والوحدان.
(١) اللطائف من دقائق المعارف لأبي موسى المديني ١/ ٢٥٥.