للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله - صلى الله عليه وسلم -، والزبير حواريّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وطلحة وقاية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "، ثم حذر كل واحد منهم من خلق كرهه له.

وقال لعلي: "إن وُليتَ هذا فاعدل، ولا تحمل بني هاشم على رقاب الناس، وقال لعثمان: إن وليتَ هذا فاعدل، ولا تحمل بني أبي معيط على رقاب الناس، ثم أقبل على عمار، ومقداد رضي الله عنهما: في أن يكونا في ثلاثين من المهاجرين، وقال لأبي طلحة الانصاري - رضي الله عنه -: إن الله لم يزل يعزّ هذا الاسلام بقومك، فكن في خمسين منهم، فإذا متُّ فليصلّ عليّ صهيب، وليصلّ بالناس إلى أن يقيموا خليفة، وكونوا عليهم رقباء، لئلا يستبدّ مستبد، وقال: لا يأتي اليوم الثالث إلا وقد أقمتم أحدا من هؤلاء الستة خليفة، وجدّوا في أمركم، وجاهدوا عدوكم"، فلما قبض أنفذوا وصيته كما رسم - رضي الله عنهم - (١)، رحل عمر بعد ما أدى الأمانة ونصح للأمة، وقد ورد في وصية عمر - رضي الله عنه - ما يبطل دعوى الرافضة أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أوصى لعلي، والعجب أن عمر - رضي الله عنه - قال هذا في جمع غفير من الصحابة - رضي الله عنهم - ومنهم علي - رضي الله عنه -، فلا علي - رضي الله عنه - أنكر وادعى الوصية، ولا الصحابة - رضي الله عنهم - أنكروا ذلك من عمر - رضي الله عنه -، ولم ينكروا على علي - رضي الله عنه - عدم اعتراضه على قول عمر في عدم استخلاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولاسيما وقد قال له: "إن وُليتَ هذا فاعدل، ولا تحمل بني هاشم على رقاب الناس" وفي رواية أنه بعد أن سمى الستة - رضي الله عنهم -، وهم من المبشرين بالجنة قال: "يشهدكم عبد الله ابن عمر، وليس له من الأمر شيء، فإن أصابت الإمرة سعدا فهو ذاك، وإلا فليستعن به أيكم ما أُمِّر، فإني لم أعزله عن عجز، ولا خيانة، وقال: أوصي الخليفة من بعدي، بالمهاجرين الأولين، أن يعرف لهم حقهم، ويحفظ لهم حرمتهم، وأوصيه بالأنصار خيرا، أن يقبل من محسنهم، وأن يُعفَى عن مسيئهم، وأوصيه بأهل الأمصار خيرا، فإنهم ردء الإسلام، وجباية المال، وغيظ العدو، وأن لا يؤخذ منهم إلا فضلهم عن رضاهم، وأوصيه بالأعراب خيرا، فإنهم أصل العرب، ومادة الإسلام، أن يؤخذ من حواشي أموالهم، ويُرد على فقرائهم، وأوصيه بذمة الله،


(١) دلائل النبوة ١/ ٢٧٦ - ٢٧٩ ..

<<  <   >  >>