للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذمة رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يوفى لهم بعهدهم، وأن يقاتل من ورائهم، ولا يكلفوا إلا طاقتهم" (١).

مات مقتولا يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجّة قتله أبو لؤلؤة فيروز المجوسي في صلاة الصّبح، سنة ثلاث وعشرين من الهجرة، وقد كتب الله له الشهادة على يد ذلك المجوسي الخاسر في الدنيا والآخرة، وصلّى عليه صهيب - رضي الله عنه -، وقبر في حجرة عائشة رضي الله عنها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبى بكر - رضي الله عنه -، القمر الثالث حسب رؤيا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (٢)، وكان قاتله فيروز، أبو لؤلؤة، لعنه الله: غلام المغيرة بن شعبة، المُمجد عند الرافضة، أعداء الإسلام والمسلمين.

وكانت ولايته - رضي الله عنه - عشر سنين وستة أشهر وخمس ليال. ولا ريب أنه حصل للأمة خير كثير باستخلاف أبي بكر لعمر رضي الله عنهما، روى ابن عباس رضي الله عنهما، قال: "وُضِعت جنازة عمر، فقام الناس يدعون وأنا فيهم، فوضع رجل يده على منكبي. فالتفت، فإذا عليٌّ، فأوسعت له، فزاحم عليه وقال: ما خلفتَ بعدك أحدا أحب إليَّ من أن ألقى الله بمثل عمله منك، وإن كنت أظن أن الله سيجعلك مع صاحبيك، وأكثر ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، وجئت أنا وأبو بكر وعمر» قد كنت أظن أن الله سيجعلك معهما (٣)، نعم المقدر علي - رضي الله عنه -.


(١) البخاري حديث (٣٧٠٠).
(٢) موطأ مالك رواية أبي مصعب الزهري حديث (٩٧٤).
(٣) السنة لابن أبي عاصم حديث (١٢١٠) وانظر (البخاري حديث ٣٦٨٥).

<<  <   >  >>