الحديث الخامس: جاء من حديث أبي هريرة وعمر بن الخطاب وابن عباس رضي الله عنهم أجمعين، وهو المعروف بحديث جبريل الطويل، وفيه: أن جبريل عليه السلام سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن الإسلام فأجابه وعن الإيمان فأجابه وعن الإحسان فأجابه، وصدقه في كل ذلك ثم قال:(فأخبرني عن الساعة، قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل) أي: لست أعلمها كما أنك لا تعلمها، فكما أنك تجهلها أيها السائل فأنا كذلك أجهلها، وهذا السائل قد خفي أمره على النبي عليه الصلاة والسلام، ولذلك جاء في بعض طرق الحديث:(لم تخف علي صورته غير هذه المرة).
فقد كان في كل مرة يأتي فيها يعرفه إلا في هذه المرة.
وفي هذا الحديث بيان أن الساعة استأثر بعلمها الله عز وجل، وأخفى ذلك عن الملائكة المقربين وعلى الأنبياء والمرسلين، فقال:(ما المسئول عنها بأعلم من السائل، قال: فأخبرني عن أماراتها؟ قال: أن تلد المرأة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في النبيان)، فذكر بعض أشراطها وعلاماتها، ولم يذكر جميع الأشراط والعلامات، وإنما ذكر علامات عظيمة وهي من صغائر العلامات، وأما كبرى العلامات فقد ذكرت كل علامة منها في غير ما آية وحديث.