قال النبي عليه الصلاة والسلام:(فأكون أنا وأمتي أول من يجيز) أي: أول من يعبر هذا الصراط، ويتخطاه إلى الجنة (ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل، ودعوى الرسل يومئذ: اللهم سلِّم سلِّم) وهذا فيه إثبات شفاعة الرسل، دعوى الرسل يومئذ: اللهم سلّم سلّم، وفي جهنم التي يسقط فيها الفجرة والعصاة من فوق هذا الصراط كلاليب خطاطيف، مثل شوك السعدان، شوك صغير ينبت في نجد، قال:(هل رأيتم السعدان؟ قالوا: نعم يا رسول الله.
قال: فإنها مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله، تخطف الناس بأعمالهم، فمنهم المؤمن بقي بعمله) وفي رواية: (منهم المؤمن يوقى بعمله، ومنهم المجازى حتى ينجى)، وفي رواية:(ثم يُضرب الجسر على جهنم وتحل الشفاعة، ويقولون -أي: الأنبياء-: اللهم سلّم سلّم، قيل: يا رسول الله! وما الجسر؟ قال: دحض مذلة، فيه خطاطيف وكلاليب وحسك تكون بنجد فيها شويكة يقال لها: السعدان، فيمر المؤمنون كطرف العين، وكالبرق، وكالريح، وكالطير، وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلَّم، ومخدوش مرسل، ومكدوس في نار جهنم) اللهم سلّم سلّم (حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد) إذا فرغ الله عز وجل من القضاء بين العباد، وهو القضاء الإلهي (وأراد أن يُخرج برحمته من أراد من أهل النار) فهذا الإخراج برحمة الله لا بالعمل، حتى لا يزعم الزاعم أنه لا دخول للجنة إلا بعمل، نعم العمل مطلوب، وهو من مكمّلات الإيمان وشروطه وتمامه ومزيده، لكن من كان موحداً وقصّر في العمل ألا يدخل الجنة؟ نعم يدخل، وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة.