[أحاديث قيام الساعة على المتبايعين وحالب ناقته وغيرهم]
الحديث الثاني: أخرج الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفس محمد بيده لتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه)، أي: أنها تقوم بغتة، فيذهب الرجل إلى السوق فيلقى البائع، فينشر الثوب، فبينما هما على هذه الحال تقوم الساعة، فلا يتمكن المشتري من الشراء، ولا يتمكن البائع من طي هذا الثوب وإدخاله المحل، (ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه، ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه -أي: يطينه- فلا يسقي فيه، ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها).
والذي لا ينزجر من هذه الأحاديث فلن ينزجر من كلام الرجال.
الحديث الثالث: أخرج مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تقوم الساعة والرجل يحلب ناقته -أي: لقحته- فما يصل الإناء إلى فيه حتى تقوم الساعة وهو على تلك الحال، والرجلان يتبايعان الثوب فما يتبايعانه حتى تقوم الساعة، والرجل يلوط حوضه فما يصدر -أي: فما ينصرف- حتى تقوم الساعة).
الحديث الرابع:(إن الساعة تهيج بالناس أو تهيج بالناس، والرجل يصلح حوضه -أي: يطينه- والرجل يسقي ماشيته، والرجل يقيم سلعته في السوق ويخفض ميزانه ويرفعه)، يعني: تقوم الساعة بغتة والناس في شغل، والناس قد شغلتهم دنياهم وأعمالهم.