للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[موقف جمال البنا من كتب التفسير]

ثم يقول مرة أخرى: كل تفاسير القرآن كلام فارغ، والأزهر مجرد مدرسة وشيخه ناظرها.

يسأله سائل فيقول: ما معنى أنكم ترفضون تفسير القرآن؟ قال: هذا من ضمن أفكارنا الأساسية؛ لأن كل تفسيرات القرآن أساءت إليه إساءات بالغة وحجبت نوره وجوهره من أن يصل إلى النفوس، وطرحت فكرها وإيمانها على القرآن الكريم.

ويضرب لذلك مثلاً ويقول: المعتزلة -مثلاً- عندما فسروا القرآن صبغوا القرآن بصبغة الاعتزال، والخوارج كذلك، والقدرية كذلك، والأشعرية كذلك، ثم يقول: حتى السلف صبغوا القرآن بالآثار والأحاديث التي لا يدري أحد ما صحتها.

أي: أنه يشكك في السنة النبوية.

ويقول له السائل: وكيف يفهم الناس القرآن دون تفسير؟ فيجيب المجتهد: الرسول عليه الصلاة والسلام كان يدعو الناس إلى تلاوة القرآن ولم يفسره؛ لأنه في جوهره معجزة بموسيقاه وقوة آياته وترابطها، ففي المدينة انتشر الإسلام بالقرآن، وكان أكبر وأول فتح في الإسلام.

وهذا من الغباء، فقد انتشر الإسلام في مكة بالقرآن، أما المدينة فكانت محلاً للأحكام والتشريع.

ثم يقول: وكل التفاسير كلام فارغ، فهي عبارة عن أقاصيص وروايات مبتورة وأبيات شعر مجهولة منقولة عن التوراة وبني إسرائيل.

ثم يسأله السائل: هل تلغون عقوبة المرتد؟ يقول: هذا الفرق بيننا وبين المذاهب الأخرى، فنحن نجزم بأنه ليس للمرتد عقوبة؛ بل إن القول بعقوبته يعتبر ضد القرآن، قال تعالى: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف:٢٩]، فإذا أردت إنقاذ نفسك فلتؤمن وإذا لم ترد فلتكفر، ويوم القيامة هو الفيصل، وما يميز الإسلام عدم وجود مؤسسة دينية فيه، ولا يملك أحد حق التحريم أو التحليل، حتى الرسول عليه الصلاة والسلام لا يملك ذلك.

ويقول: وأحب أن أؤكد أن التعليم الديني كلام فارغ وإساءة للعقول وقتل للملكات والإبداع، ويسيء كذلك للإسلام، فالأزهر مدرسة وشيخ الأزهر ناظرها لا أكثر.

أي: أن التعليم الديني وتعليم أولادنا في الأزهر حرام على مذهب جمال البنا، فلا يخرج كل الناس أبناءهم إلى المدرسة؛ حتى لا يقعوا في الإثم ويقعوا تحت طائلة العذاب ودخول النار يوم القيامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>