الحديث السادس:(أتى أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فناداه بصوت جهوري: يا محمد! فأجابه النبي عليه الصلاة والسلام بنحو من صوته: هاؤم -يعني: ماذا تريد- قال: يا محمد! متى الساعة؟ قال النبي عليه الصلاة والسلام: ويحك! إن الساعة آتية لا ريب فيها).
فلم يجبه على سؤاله تحديداً، وإنما دله على الأهم من ذلك، وبين له أنها آتية لا ريب فيها، فقال:(فما أعدت لها؟)، أي: هذا هو المطلوب منك.
(فقال الرجل: ما أعددت لها كبير صلاة ولا صيام، ولكني أحب الله ورسوله).
ومعنى قوله:(ما أعددت لها كبير صلاة ولا صيام) أي: من النوافل، وأما الفرائض فلابد من الإتيان بها، قال:(ولكني أحب الله ورسوله، قال النبي عليه الصلاة والسلام: المرء مع من أحب، قال أنس بن مالك رضي الله عنه: فما فرح الصحابة بحديث فرحهم بهذا الحديث).
وأشهدكم أنني أحب الله ورسوله، وأحب أبا بكر وعمر وعثمان وعلياً.
يقول الحافظ ابن كثير: وفي هذا الحديث أنه عليه الصلاة والسلام كان إذا سئل عن هذا الذي لا يحتاجون إلى علمه أرشدهم إلى ما هو الأهم في حقهم، وهو الاستعداد لوقوع ذلك، والتهيؤ له قبل وقوعه ونزوله وإن لم يعرفوا تعيين وقته.