[موقف جمال البنا من تطبيق الشريعة الإسلامية]
ويقول جمال البنا: أرفض شعار تطبيق الشريعة، والعلة أن العدل أهم شيء، وهو أن يعيش الناس بسعادة وبحب وبألفة وود ووطنية وقومية وديمقراطية، وهذا ما يريده منا ربنا.
ويقول: تطبيق الشريعة سنة، والسنة -كما تعلمون- لم يثبت منها شيء.
ثم يقول: وحجاب المرأة عرف.
أي: أنه ليس ديناً.
وآيات القرآن كلها التي تأمر المرأة عند البلوغ بالتزام الحجاب، وأحاديثه عليه الصلاة والسلام التي بلغت العشرات في الأمر بالحجاب، والتوعد بالنار على من لم ترتد الحجاب، كل هذا لا علاقة له بالفقه ولا بالعلم ولا بالإيمان؛ لأن الحجاب عرف، فما تعارف عليه المجتمع فهو حسن، وما أنكره المجتمع فهو منكر.
فقد جعل عرف الناس قاضياً على كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام.
ثم يقول: وأحاديث عذاب القبر، والشفاعة، ويوم القيامة لا تتفق مع القرآن الكريم.
ثم يقول السائل: إذا كنت من دعاة التجديد فماذا تقول للمعارضين لك من الرافضين للتجديد؟ وبماذا تنصحهم؟ قال: هؤلاء لا يستحقون الرد، وعلينا أن نتركهم يعمهون في عالمهم؛ لأن سنة التطور مستمرة، فالقضية أنهم يقولون: لماذا نجدد في الفقه وليس هنالك فقه جديد؟ وأنا أقول: لماذا لا يكون فقه جديد؟ التجديد في الفقه هذا كلام فقهائنا، ومعناه: أن كل مستحدث في حياة الناس يجتهد المجتهدون من أهل كل عصر في إثبات حكم شرعي منشؤه الاجتهاد لهذه القضية، وهذا اسمه التجديد في الفقه لا الفقه الجديد.
فالفقه الجديد هو إلقاء الفقه القديم في مزبلة التاريخ وإحلال فقه جديد مكانه على مذهب جمال البنا.
والأئمة الذين وضعوا الفقه أوتوا من العبقرية والنبوغ والذكاء ما لم يؤته أحد من العالمين.
يعني: الشافعي وأبو حنيفة أو أحمد بن حنبل أو عمر بن الخطاب وأبو بكر؛ لم يكونوا أحسن من جمال البنا.
وهذا القول يصدر منه لأنه لم يجد من يربيه، ولم يجد من يضربه بالنعال على رأسه، فهو يرتع بما يشاء: ألا خلا لكِ الجو فبيضي واصفري.
يقول: وبالتالي فأنا أقول بأعلى صوت: نحن أقدر على الاجتهاد بعصرنا من الفقهاء القدامى، بل إنني أقول: إن الرافضين لتجديد الفقه مرتبطون بمصالح ذاتية -أي أنه يطعن في نياتهم-، فدعوتنا لتجديد الفقه أو لفقه جديد ضرورية، ولا يساورني أدنى شك أنه ما بين خمسين إلى مائة سنة فإن كل هذا الركام العالي من الفقه التقليدي والتفاسير وغيرها ستنحى جانباً في الماضي السحيق ويأتي فقه جديد.