للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قد انزلق إلى هذا الضرب من الأدب الماجن مع ما عرف عنه من زهد وتقوى وجد فلعل له عذره في ذلك، فهو أديب والأديب طروب، والنفس تمل من طول الجد وتميل إلى التروح، ولم يكن لدى الرجل من أسباب التروح غير ما يقرأه أو يكتبه. أما أسلوبه في مقدمات كتبه وفي رسائله الأدبية الأخرى فقد التزم فيه النهج البديعي واستعمل المحسنات اللفظية، أما في كتاباته العلمية فقد تحرر من البديع وأرسل قوله على عواهنه وتميز أسلوبه العلمي بالسهولة والوضوح والاستقامة وحسن العرض، ولولا تجنب الاطالة لمثلنا لجميع ذلك بأمثلة توضح ما نذهب إليه.

[السيوطي الشاعر:]

وليس غريبا أن يكون الرجل شاعرا فقد رأيناه أديبا يجيد فن القول النثري كما عرفه عصره، وقد كان بالاضافة إلى ذلك شاعرا، وقد ذكر أن له ديوان شعر، وقد رأينا له بعض الأشعار الجيدة، أما منظوماته العلمية فهي من الكثرة بحيث يعسر إحصاؤها وله كثير من الأجوبة الفقهية التي أجاب بها نظما، وله عديد من المنظومات التي تعرض فيها لموضوعات علمية دقيقة.

وهكذا فإن الغالب على شعر الرجل الطابع العلمي حتى في أشعاره التي أنشأها في غير الأغراض العلمية، ولكن هناك أمرا يدل على ذوقه الشعري يتضح في اختياراته الشعرية التي أوردها في بعض كتبه ورسائله، وهي تدل على حسن تذوقه وفطرته السليمة.

وقد نظم في الأغراض الشعرية المختلفة فله في المدح والرثاء والمديح النبوي، والاخوانيات والأحداث العامة، غير أنه كما قلنا ذو باع طويل في نظم العلوم والفنون، وله في المنظومات العلمية إنتاج كبير نذكر منه ما يلي:

١ - التبري من معرة المعري، وهي أرجوزة في أسماء الكلب «١».

٢ - الخلاصة نظم كتاب الروضة في الفقه.


(١) طبعت مع كتاب تعريف القدماء بأبي العلاء.

<<  <   >  >>