شرح الشواهد الذي سنعرف به بعد، وهما كما حدد السيوطي كتابان مستقلان، ولم أتمكن من الوقوف على هذا المصنف مطبوعا أو مخطوطا.
[١٠ - شرح شواهد المغني:]
كان السيوطي في شرحه على المغني قد تناول الشواهد على وجه مختصر، ثم خطر له- كما حكى عن نفسه- أن يفرد الكلام على الشواهد، وهو يوضح منهجه ويحدده تحديدا واضحا اتبعه والتزم به في كتابه بقوله:«أورد أولا البيت المستشهد به، ثم أتبعه بتسمية قائله، والسبب الذي لأجله قيلت القصيدة، ثم أورد من القصيدة أبياتا استحسنها، إمّا لكونها مستشهدا بها في مواضع أخر من الكتاب، فأوردها ليعلم أن الجميع من قصيدة واحدة، أو لكونها مستشهدا بها في غيره من كتب العربية والبيان، أو لكونها مستعذبة النظر مستحسنة المعنى لاشتمالها على حكمة أو مثل أو نادرة أو وصف بليغ أو نحو ذلك، وإن كان البيت من مقطوعة وهي ما لم يزد على عشرة أبيات ذكرتها بكمالها، وقد أذكر قصيدة بكمالها لقلة أبياتها وكونها مما يستحسن كقصيدة السموأل التي أولها: إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه، أو لكون المصنف استشهد بكثير من أبياتها كقصيدة الأعشى التي أولها: ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا، ثم أتبع ما أورده من الاستشهادات العربية والنكت الشعرية، وما يتعلق بها من فائدة ونادرة، وأتبع ذلك بالتعريف بقائلها وذكر نسبه وقبيلته وعصره، وهل هو جاهلي أو مخضرم أو إسلامي؟ مراعيا في كل ذلك الطريق الأوسط لا مجحفا في الاختصار، ولا مبالغا في الاطناب والاكثار»«١».
وقد التزم السيوطي بهذا المنهج الذي اختطه لنفسه التزاما دقيقا، ونبه في مقدمته كذلك على جملة صالحة من شروح الدواوين وكتب الأدب واللغة التي اعتمد عليها في شرحه.
والواقع أن هذا الشرح يعبر عن ذوق السيوطي الأدبي في اختيار ما يستحسنه من الأشعار، فهو حريص على إيراد الجيد من الشعر من القصائد التي تؤخذ