بعضها ينسب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه بداية التفكير في وضع النحو، وبعضها ينسب هذه النشأة إلى أبي الأسود أو إلى غيره من طبقة تلاميذه، وقد اختتما بالحديث عن وضع الصرف ونسبة أوليته إلى معاذ بن مسلم الهراء.
وتبدو في هذه الرسالة عناية السيوطي بمحاولة تحديد نشأة النحو، بيد أنه يطبق منهجه النقلي في هذه الرسالة فهو لا يبدي تعليقا على أحد هذه النقول، ولم ينتقد سوى الوهم الذي وقع فيه شيخه الكافيجي من نسبة الصرف إلى معاذ بن جبل رضي الله عنه، حيث ذكر السيوطي أن صحة هذه النسبة أن تكون إلى معاذ بن مسلم الهراء.
[٢ - الأشباه والنظائر في النحو:]
(مطبوع: حيدرآباد ١٣١٨ هـ).
بين السيوطي في مقدمة كتابه أن السبب الحامل له على وضع هذا الكتاب هو أن يسلك بالعربية سبيل الفقه على مثال ما صنفه المتأخرون من الفقهاء من كتب الأشباه والنظائر، وقد تحدث السيوطي عن أنواع الموضوعات الفقهية التي تناولتها المصنفات الفقهية، وبين أن هذه الأنواع قد اجتمعت في كتاب «الأشباه والنظائر» لتاج الدين السبكي، وقارنه بغيره من مصنفات الفقهاء التي لم تستوف جميع الموضوعات. وقد أراد السيوطي لكتابه هذا أن يسير على منهج كتاب السبكي الموضوع في الفقه وقد صرح بذلك في قوله:«وهذا الكتاب الذي شرعنا في تحديده في العربية يشبه كتاب القاضي تاج الدين الذي في الفقه فإنه جامع لأكثر الأقسام، وصدره يشبه قواعد الزركشي، من حيث إن قواعده مرتبة على حروف المعجم»«١».
وقد رتب السيوطي كتابه على سبعة فنون الأول: فن القواعد والأصول التي تردّ إليها الجزئيات والفروع وهذا مرتب على حروف المعجم، وهو معظم الكتاب، وقد تناول فيه كثيرا من مباحث النحو كالاشتقاق والشرط والاضافة وغير ذلك، وهذا القسم يستغرق الجزء الأول من الكتاب.
وقد وضع لكل قسم من هذه الأقسام السبعة عنوانا مستقلا قدم له بخطبة