للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخانقاه البيبرسية «١»:

بناها الأمير بيبرس الجاشنكير في عام ٧٠٧ هـ وأغلقها الناصر بن قلاوون مدة ثم أمر بفتحها، وقد ذكر المقريزي أنها أجل خانقاه بالقاهرة بنيانا وأوسعها مقدارا وأتقنها صنعة والشباك الكبير الذي بها هو الشباك الذي كان بدار الخلافة ببغداد وكانت الخلفاء تجلس فيه، ويبدو من وصف المقريزي أنها ضمت من الصوفية عددا بلغ أربعمائة يجري عليهم من أوقافها ما يكفيهم في معيشتهم، ومما يذكر أنه كان بها درس للحديث وكان بها مجموعة من القراء وكان لها أوقاف عديدة بدمشق وحماة وبمواضع متفرقة في مصر.

ويبدو أن أوقافها الواسعة ومبانيها الضخمة فضلا عن كثرة صوفيتها ومدرسيها قد أضفى عليها مسحة من الجلال والعظمة بين سائر المدارس والخوانق المعاصرة لها وجعل مشيختها منصبا يطمح إليه شيوخ المدارس الأخرى.

والجدير بالذكر أن السيوطي قد تولى مشيختها بعد وفاة الجلال البكري وقد ساعده في بلوغ هذا المنصب الخليفة عبد العزيز «٢»، وكان ذلك في ربيع الآخر عام ٨٩١ هـ.

وأقام السيوطي في وظيفته بهذه الخانقاه حتى كانت سلطنة طومان باي وكان بينه وبين السيوطي عداوة فاختفى في رجب عام ٩٠٦ هـ وعزل من وظيفته وقرر فيها الشيخ يس البلبيسي، وسنشير إلى ذلك عند حديثنا من حياة السيوطي، وهذه الخانقاه هي المعروفة الآن بجامع بيبرس بشارع الجمالية بالقاهرة «٣».

وهناك عدد من الخوانق شهدها عصر السيوطي غير ما قدمنا منها خانقاه سرياقوس التي أشار إليها السيوطي عرضا ولم يفرد لها ذكرا مع نصه على أن


(١) المقريزي: الخطط ج ٤ ص ٢٧٦، السيوطي: حسن المحاضرة ج ٢ ص ٢٧٦.
(٢) ابن إياس: بدائع الزهور ج ٢ ص ٢٣٦.
(٣) عبد الوهاب حمودة. صفحات من تاريخ مصر ص ٧٣.

<<  <   >  >>