للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والسابع: المناظرات والمجالسات والمذاكرات والمراجعات والمحاورات والفتاوى والواقعات والمكاتبات والمراسلات، ويشمل من ص ١٥ بالجزء الثالث ثم جميع الجزء الرابع إلى نهاية الكتاب.

والذي يعنينا مما سبق بيان تأثر السيوطي بالعلوم الاسلامية تأثرا كبيرا بحيث تركت هذه العلوم أثرها في عقله ومنهجه في التفكير والتأليف، وقد سبق أن بينت أن الحديث والفقه والعربية هي الفنون الثلاثة التي أجادها السيوطي وبلغ فيها درجة الاجتهاد، وقد تبين لنا من قبل أثر الحديث ومناهج المحدثين في كتابه المزهر الذي حاول فيه وضع أصول لنقد الرواية اللغوية تحاكي أصول الحديث، وهنا يتبين جانب آخر من آثار هذه العقلية الاسلامية الخالصة التي تمثلت العلوم الاسلامية في محاولة تصنيف المسائل النحوية على نمط المسائل الفقهية.

ولقد كان السيوطي يدرك الصلة بين النحو والفقه وسنتحدث بعد قليل عن جهوده في أصول النحو التي تحاكي أصول الفقه، وهو هنا يطبق هذه الصلة بين فروع النحو وبين فروع الفقه، وقد نقل عن ابن الأنباري ما يؤكد هذه الفكرة، وهي أن «النحو معقول من منقول كما أن الفقه معقول من منقول» «١».

وتطبيق السيوطي منهج المحدثين في رواية اللغة، ومنهج الأصوليين في وضع أصول للنحو، ومنهج الفقهاء في تصنيف فروع اللغة ومسائلها وربطه في جميع ذلك بين اللغة وبين علوم الحديث والفقه والأصول يلفتنا إلى فكرة هامة سبق أن أشرنا إليها وهي أن نظرته ونظرة القوم إلى اللغة كانت تحمل في طياتها كثيرا من التحرج والعناية والتحقيق الذي نجده في نظرتهم إلى العلوم الدينية، وكان تناول اللغة يتخذ منطلقه من هذه الزاوية.

[٣ - الاقتراح في علم أصول النحو:]

(مطبوع، رجعت إلى الطبعة الثانية حيدرآباد ١٣٥٩ هـ).

يعد أهم مصنفات السيوطي في النحو، ومن أهم مصنفاته على الاطلاق،


(١) الأشباه والنظائر ج ١ ص ٥.

<<  <   >  >>