للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الأول]

فقه اللغة أو: «الدراسات اللغوية غير النحو والصرف»

[تقديم:]

لا بد لنا لكي نقوم الدور الذي أداه السيوطي في ميدان فقه اللغة من أن نعرض لجهود سابقيه التي نظر فيها واعتمد عليها لكي نقارن ما قام به بما قام به غيره، ومن ثم نستطيع الحكم له أو عليه ونستطيع أن نتبين مقدار الجهد الذي بذله في هذا الميدان وقيمته، كما أن هذه المقدمة ضرورية لبيان تطور الدراسة اللغوية عند اللغويين العرب الذين يعد السيوطي من متأخريهم، أي أنه لغوي شهد آخر مراحل هذا التطور في الدراسة وعلى يديه وصلت الدراسة اللغوية إلى مرحلة أرقى مما كانت عليه عند سابقيه كما سنتبين ذلك فيما بعد.

ونريد هنا بالدراسة اللغوية أو «فقه اللغة» ما يعنيه المحدثون بفقه اللغة وعلم اللغة فأبحاثهما متداخلة مشتركة بحيث إن كثيرا من المؤلفين المحدثين في علم اللغة يرون أبحاثهم داخلة في ميدان فقه اللغة، ولا نريد بالدراسة اللغوية في هذا الفصل ما يتصل منها بعلم النحو لأننا سنخصص- كما ذكرنا- للدراسة النحوية، فصلا مستقلا نبحث فيه جهود السيوطي فيها.

وقد بين بعض المحدثين أن خير ما توصف به أبحاث اللغويين القدماء هي أن تسمى بفقه اللغة، ذلك أن فقه الشيء هو كل ما يتصل بفلسفته وفهمه والوقوف على ما يسير عليه من نواميس «١».


(١) د. علي عبد الواحد وافي: علم اللغة ص ١٤.

<<  <   >  >>