للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أورده من قبله ابن هشام لرأينا اختلافا بينا في المنهج، فابن هشام يذكر بصدد البيت: «قوله: وما سعاد: الواو عاطفة على الفعلية لا على الاسمية وإن كانت أقرب وأنسب لكون المعطوفة اسمية لأن هذه الجملة لا تشارك تلك في التسبب عن البينونة، وسعاد: مبتدأ لا اسم لما، لانتقاض النفي بالا، والأصل: وما هي، فأناب الظاهر عن المضمر»

«١»

، ويستمر في دراسة النص دراسة نحوية لغوية خالصة ويتناول النص كلمة كلمة أو جملة جملة دون أن يعبأ بالمعنى العام للبيت.

أما الشرح اللاحق للسيوطي «٢»، فقد حاول الافادة من سابقيه فهو يبدأ بشرح البيت ثم يعقب ببعض الملاحظات اللغوية والنحوية عليه، ويبدو أثر شرح السيوطي في هذا الشرح، وقد أشار إليه صاحبه في بعض الأحيان، والتشابه بين المقدمة التي قدم بها السيوطي لشرحه وبين مقدمة الباجوري يشهد بذلك.

[١٤ - الرياض الأنيقة في شرح أسماء خير الخليقة:]

وقفت فيه على مخطوط بدار الكتب برقم ٢٣٣١٦ ب، وهو مخطوط متوسط الحجم يقع في ٥٢ ورقة، أي أن صفحاته تبلغ ١٠٤ صفحة بيد أنه بخط غير جيد. وقد قصد السيوطي في هذا المؤلف أن يجمع أسماء النبي صلى الله عليه وسلم مستوفيا ما جمعه السابقون في مختلف المظان كتهذيب الأسماء للنووي.

وقد ابتدأ بمقدمة طويلة تحدث فيها عن كثرة أسمائه صلى الله عليه وسلم، وعددها ونوعيتها، وما انتهى إلى الوقوف عليه منها سابقوه، ثم ما زاده واستدركه عليهم وأخذ بعد ذلك يسرد هذه الأسماء والحديث عنها، فبدأ «بمحمد» ثم رتب بقية الأسماء فيما بعد على حروف المعجم إلا في بعض الحالات التي يستدعي المعنى أن يأتي فيها باسم في غير موضعه لمناسبة تستلزم ذلك حيث قرن «الناهي» «بالآمر»، والمنير بالسراج، والمستقيم بالصراط، فاستدعى هذا وضع بعض الأسماء في غير مواضعها الأبجدية.


(١) شرح ابن هشام على قصيدة بانت سعاد ص ١٢.
(٢) إبراهيم الباجوري: حاشية الاسعاد على بانت سعاد (بهامش شرح ابن هشام).

<<  <   >  >>