للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معنى واعتبروها لمجرد الإتباع، على حين وجد لها آخرون دلالات معينة، ومع ذلك قرروا أن كثيرا منها لا يصح إفراده وإنما يلزم الاتباع، وأن بعضها يصح أن يفرد.

تلك خلاصة المبحث الذي أورده السيوطي، وقد ساق كثيرا من الأمثلة لكثير من الألفاظ التي جمعها من كتب اللغة السابقة، بيد أنني لم أجد للسيوطي قولا صريحا ينسبه إلى نفسه نستطيع أن نتبين به مذهبه في صراحة، وإذا كان الأمر كذلك فإن ما قدمناه يعد ما أقر به، وتعبر اختياراته للنقول عن رأيه ومذهبه في هذا الموضوع.

[١١ - حسن السير فيما في الفرس من أسماء الطير:]

ذكره صاحب كشف الظنون وغيره منسوبا إلى السيوطي، ولم أقف عليه، بيد أني وجدت السيوطي قد تناول هذا الموضوع عند ما تحدث عن المشترك اللفظي «١»، وهو دلالة اللفظ الواحد على معنيين فأكثر، وقد لخص السيوطي في دقة أقوال الأصوليين في المشترك اللفظي، وقد ذهب أكثرهم إلى وقوعه في اللغة نتيجة لتعدد الوضع، وذلك مبني على القول بأن اللغة غير توقيفية أو ليست من وضع واحد عند القائلين بالتوقيف، وحجتهم في وقوعه نقل أهل اللغة ذلك في كثير من الألفاظ «٢».

ويبدو أن جميع اللغويين قد ذهبوا إلى وقوع المشترك اللفظي، ويبدو بديهيا لمن ينظر في كثير من ألفاظ اللغة ويرى اختلاف معانيها وتنوعها أن يرجع ذلك إلى الاشتراك اللفظي. وقد أورد السيوطي نقلا عن أهل اللغة وأصحاب المعاجم عددا كبيرا من الأمثلة لوقوع اللفظ الواحد لمعان كثيرة، ثم أخذ يسرد الألفاظ المشتركة بين الفرس والطير فنقل عن أمالي القالي جملة منها «الهامة:

العظم الذي في أعلى رأسه، والفرخ: وهو الدماغ، والنعامة: الجلدة التي تغطي الدماغ، والعصفور: العظم الذي تنبت عليه الناصية .. إلى آخره» «٣».


(١) المزهر ج ١ ص ٣٧٧ - ٣٨٠ (الحديث عما في الفرس من أسماء الطير).
(٢) المصدر السابق ج ١ ص ٣٦٩.
(٣) نفس المصدر ج ١ ص ٣٧٧.

<<  <   >  >>