للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسنتناوله بشيء من الدرس المفضل بعد قليل حين نتحدث عن علم أصول النحو لنتبين دور السيوطي في إقامة دعائم هذا العلم.

[٤ - الفريدة:]

(وهي الألفية النحوية للسيوطي، طبعت بالقاهرة عام ١٣٣٢ هـ)، وبصدرها عبارة منسوبة للسيوطي وهي «هذه الألفية لخصت فيها ما في ألفية ابن مالك في ستمائة بيت وزدتها أربعمائة بيت من القواعد والزوائد ما لا يستغني طالب العلم عنه»، وقد وضح ما زاد، في منظومته على ابن مالك بوضعه بين قوسين، ويبدو أن ذلك الترقيم منقول عن النسخة الأولى التي كتبها السيوطي، وقد وقفت على صحة نسبة العبارة السابقة إليه «١».

أراد السيوطي لمنظومته أن تزيد على منظومة ابن مالك التي قدّر لها من الشيوع والشهرة ما لم يقدر لغيرها من المنظومات النحوية، وقد قدم لها بمقدمة منظومة حمد الله فيها وصلى على نبيه وأشار إلى أهمية علم النحو ثم قال:

فهذه ألفية فيه حوت ... أصوله ونفع طلاب نوت

فائقة ألفية ابن مالك ... لكونها واضحة المسالك

وجمعها من الأصول ما خلت ... عنه وضبط مرسلات أهملت

ترتيبها لم يحو غيري صنعه ... مقدمات ثم كتب سبعة

وهكذا صرح بأنه أراد أن يفوق ما قام به ابن مالك ثم بين ترتيب المنظومة في مقدمات ثم سبعة أبواب يشمل كل منها جملة من الفصول، ويتفق هذا الترتيب مع ترتيب ألفية ابن مالك في كثير من الأحيان، ولا يتخلف إلا في أحيان قليلة، ففي المقدمات تناول السيوطي الكلام وما يتألف منه، والمعرب والمبني، والنكرة والمعرفة، والعلم وأسماء الاشارة، والمعرف بالأداة، والموصول، ثم الموصول الحرفي، وهذه الفصول هي نفس ما تناوله ابن مالك في الألفية بيد أنه تحدث عن الموصول قبل المعرف بالأداة، كما أنه لم يتناول الموصول الحرفي، فهو من زيادات السيوطي على ابن مالك في ألفيته.


(١) ذكر السيوطي هذه العبارة أثناء شرحه على الألفية: المطالع السعيدة (مخطوط) ورقة ٥ ص ١٠.

<<  <   >  >>