للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[خاتمة]

وبعد، فلقد عنيت في هذا البحث ببيان دور السيوطي في حياة الدرس اللغوي، ومكانه في تاريخ هذا الدرس، وأثره فيه، وقد فرض ذلك عليّ أن أتناول بالدراسة شخصيته وحياته ومنهجه الفكري وأصول هذا المنهج، وقد أردت أن أقيم هذه الدراسة على أساس من دراسة البيئة المصرية بعامة وبيئة القاهرة بخاصة في الفترة التي عاش فيها السيوطي، ومن هنا بدأت بتحديد الاطار السياسي والاجتماعي لهذه البيئة ونبهت إلى أهم الظواهر الاجتماعية التي تركت أثرها في حياة المجتمع وحياة أفراده وعقولهم كمظاهر نشاطها في هذه الفترة، ووصفت وصفا دقيقا نظم الدراسة ومثلت لأنواع المراكز العلمية بعد تقسيمها تقسيما دقيقا، ونبهت إلى عوامل نشاط هذه الحركة وبواعثها، ثم أشرت إلى جملة من الملاحظات الهامة التي لاحظتها فيما يتصل بالتأليف والمؤلفات، وقد بينتها بالتفصيل لأنها تفسر لنا ألوان مؤلفات السيوطي التي حاول فيها أن يجاري أشكال التأليف المتنوعة في عصره، كما تأثر بطابعها، وأهم ملاحظاتي على التأليف اتجاه جانب كبير من المؤلفات اتجاها موسوعيا فرضته ظروف البيئة السياسية والاجتماعية نتيجة الاحساس بقيامها على صيانة التراث وحفظه، وتقديرها ما منيت به من خسارة على أيدي الغزاة من المغول، ثم شيوع التقليد في المؤلفات وظاهرة المتون والشروح والمنظومات التعليمية والاكمالات والتذييلات.

وبالرغم من أن النواحي الشكلية في التأليف قد حظيت بعناية بالغة فان ذلك لم يقض على العناية بالقيمة العلمية وان كان قد أثر فيها بطبيعة الحال.

على أن هذا العصر يتميز إلى حد كبير بنضج العلوم واستقرار المصطلحات العلمية وتنسيق الأفكار والموضوعات وترتيبها، وقد تعاقبت جهود شتى خلال

<<  <   >  >>