للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذي اتبعه المفسر السابق.

والمتتبع لكتب الطبقات يجدها حلقات يكمل كل منها الآخر، فهناك طبقات لمشاهير القرن السابع يضعها البرزاني المتوفى عام ٧٣٩ هـ، والأدفوي المتوفى عام ٧٤٨ هـ، يليها طبقات لرجال القرن الثامن يضعها ابن حجر العسقلاني (٨٥٢ هـ) معتمدا على الصلاح الصفدي (٧٦٤ هـ) سابقه ومضيفا إليه ما فاته.

ثم هناك طبقات لرجال القرن التاسع يضعها السخاوي (٩٠٢ هـ) والسيوطي كذلك، هذا على سبيل التمثيل فضلا عن عديد من كتب الطبقات التي ترجمت لرجال كل علم على حدة، أو ترجمت لرجال مصر من الأمصار، وقد أنتج السيوطي مجموعة من هذه التراجم ترجم فيها لكل طائفة في كتاب مستقل وسنشير إليها فيما بعد.

وبصفة عامة فإن هذا المنهج في التأليف بما شاع فيه من ظواهر وما استقر فيه من أعراف قد خلف لنا عديدا من المختصرات والمتون والشروح والمنظومات والتذييلات والاكمالات والحواشي والتعليقات.

وقد حظيت بعض المؤلفات بكثير من الشروح والتعليقات، واعتمد عليها المدرسون في دروسهم ولقيت رواجا بين الطلبة، يتضح ذلك من تتبع تراجم كثير من رجال العصر إذ يرى الناظر أن أكثر الكتب المدروسة بين الطلبة ذكرا هي الكافية لابن الحاجب في النحو وقد حظيت بشروح عديدة ومختصرات متنوعة، كذلك ألفية ابن مالك وكتاب الملحة في النحو أيضا، وفي الفقه وأصوله المنهاج الأصلي والمنهاج الفرعي وهما للنووي، ومختصر القدوري وجمع الجوامع، وفي اللغة فصيح تعلب، وفي الحديث ألفية العراقي والأربعون حديثا النووية، وصحيح البخاري وصحيح مسلم، والشاطبيتان في القراءات، والعمدة للنسفي في العقائد، وسنرى في ترجمة السيوطي حفظه لكثير من هذه الكتب في مقتبل حياته العلمية.

[٥ - تنظيم العلوم واستقرار المصطلحات:]

نلاحظ فيما أنتجه العصر من مؤلفات ظاهرة واضحة تبدو في جميع ميادين

<<  <   >  >>