للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المحسنات اللفظية.

٤ - استعمال الدخيل وعدم تحاشيه في المفردات والتراكيب، وقد كانت ألفاظ كثيرة من التركية والفارسية قد دخلت إلى العربية بعد غلبة العنصر التركي، ونتيجة لحكم الأتراك للبلاد.

غير أن أساليب الكتاب المصريين بالرغم من ذلك كانت تمتاز بميزة تتضح لقارئها وهي السهولة والوضوح اللذان يدلان على ذوق سمح وفطرة مواتية، ولم تكن تميل- في الغالب- إلى الغموض أو التعقيد، وسنرى هذه الخصوصية واضحة في رسائل السيوطي جميعها على الرغم من أنها لم تخل من احتفال بالمحسنات اللفظية وحرص عليها شأن كتابات العصر. والكتاب- بطبيعة الحال- في ميدان السهولة والوضوح درجات يتميز أسلوب كل منهم بخصائص فردية تقربه أو تبعده عن السهولة والوضوح.

[المقامة:]

لم تكن المقامات في ذلك العصر تختلف عن الرسائل كثيرا، بيد أنها كانت أكثر احتفالا بالمحسنات اللفظية حتى ليبدو أمام القارئ أن أصحابها قد وضعوها ليحشدوا بها ضروب الصناعات اللفظية وليبينوا مهارتهم في ذلك، وإذا كانت المقامات العربية عند بديع الزمان والحريري قد اعتمدت على تسلسل القصة والحدث في تطور فني وعقدة تسلم غالبا إلى حل ذي مغزى وهدف، فإن المقامة في هذا العصر لم يراع فيها هذا التسلسل الفني في كثير من الأحيان.

وقد تنوعت أغراض المقامات في ذلك العصر فتناول أصحابها في مقاماتهم شتى الموضوعات وسنرى مصداقا لما نقول عند الاشارة إلى بعض مقامات السيوطي التي تعددت أغراضها.

<<  <   >  >>