للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[آثار السيوطي]

عرف السيوطي بكثرة مؤلفاته، وقد أعانه على القيام بتأليف العدد الكبير من الكتب المنسوبة إليه ما طبع عليه من حب للتأليف وصبر عليه، وما عرف عنه من سرعة الكتابة، فقد روى عنه تلميذه شمس الدين الداوديّ أنه عاين أستاذه «وقد كتب في يوم واحد ثلاثة كراريس تأليفا وتحريرا» «١».

على أن هذه الكثرة الكاثرة من الكتب المنسوبة له تجعل من العسير علينا أن نقوم بإحصائها على وجه الدقة، وأكثر عسرا أن نتتبعها لنعرف الموجود منها والمفقود، وما طبع وانتشر وما لا يزال مخطوطا، وقد عانيت في هذه المحاولات كثيرا من الجهد، وتكلفت كثيرا من المشقة.

واحصاء هذه الكتب متفاوت بين من حاولوا إحصاءها، فالسيوطي قد ذكر في ترجمته لنفسه نحو ثلاثمائة مصنف، بيد أن قائمة الكتب التي سردها ليست الفيصل في آثاره التي خلفها إذ يبدو أنه قد ألف بعد كتابتها كثيرا من الكتب التي لم يذكرها فيها، كما يبدو أن هذه القائمة قد سقط منها على أيدي النساخ أسماء بعض الكتب، أو نسي هو ذكره، كما تغافل عن ذكر بعض الكتب التي قال إنه رجع عنها، والذي يؤكد لي هذه الفكرة أنه لم يذكر بين قائمة كتبه كتابا يعد من أهمها وهو كتاب المزهر، وليس هناك أدنى شك في نسبة الكتاب إليه فقد صرح باسمه في بعض كتبه الأخرى وأشار إليه، فوردت إشارته إليه أكثر من مرة في كتابه «النكت على الألفية لابن مالك والكافية لابن الحاجب ... »،

وهذا الكتاب قد أتم السيوطي تأليفه عام ٨٩٥ هـ «٢»، مما يؤكد تأليف المزهر أو


(١) الشعراني ذيل الطبقات الكبرى ورقة ١٢ ص ٢٣.
(٢) النكت على الألفية لابن مالك والكافية والشافية لابن الحاجب وشذور الذهب ونزهة الطرف لابن هشام (مخطوط بدار الكتب المصرية) انظر ورقة ٣٢٧ ص ٦٥٥.

<<  <   >  >>