أن ما مثل به الكافيجي وهو «مررت بالرجل قائم الأب» يخالف العربية من وجوه أربعة عدّدها، والذي يعنينا أن السيوطي في فتواه وتخريج النصوص على القواعد النحوية يضع المعنى والسياق الثقافي في اعتباره ويستدل به في إثبات رأيه فهو يقول:«وأما امتناع الجر فيكاد يكون بديهيا لا يقام عليه دليل فان «أكمل» صفة للحمد قطعا لا لله، أما أولا فلأن أوصافه تعالى توقيفية، ولم يرد هذا الوصف فيها، وأما ثانيا فلأن الأصل عدم إطلاق أفعل التفضيل في حق الله إلا ما ورد مثل أكبر، وأحسن الخالقين لما يشعر بالمشاركة، وأما ثالثا: فلأن المقصود وصف الحمد المثبت بالأكملية والبلوغ نهاية التمام، لا وصف الله بذلك، وأما رابعا فلأن العلماء عبروا بما يدل على أنه وصف للحمد لا لله، ألا ترى إلى قول النووي في المنهاج أحمده أبلغ حمد وأكمله وأزكاه وأشمله، فأتى بالجميع صفات للحمد ومصادر له».
والذي نريد أن ننبه عليه من ذلك هو أن السيوطي كان يضع في اعتباره الأول استقامة المعنى وصحته إلى جانب الأصول النحوية، فلكل منهما اعتباره ولكنه كان يقدم اعتبار المعنى على غيره من الاعتبارات، وهذا مناسب لما سبق أن عرفناه عنه من ميله إلى الوضوح والبساطة والبعد عن التعقيد وما يستتبعه من الفلسفة العقلية المجردة التي تبعد عن الواقع اللغوي، كما نرى عنايته بربط النحو بالحياة عن طريق النظر في النصوص المختلفة.
٢ - ألوية النصر في «خصيصى» بالقصر «١»:
سبق أن أشرت إلى هذه الرسالة مثالا لما كان يحدث بين السيوطي وبين خصمه السخاوي، وهي تؤكد ما نقوله عن الربط بين النحو والحياة فهي تتصل بضبط كلمة «خصيصى» التي صححها السيوطي موجها القول إلى من قرأ عليه بالشيخونية «ويخصنا بخصيصى زمرة نبينا وجماعته» حيث قرأ القارئ بالياء الساكنة معتبرا الكلمة مثناة مضافة لما بعدها.
وقد قرر السيوطي مؤكدا رأيه أن أئمة اللغة والعربية، قد أطبقوا على أن