للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الواحد في الأماكن المتفرقة إلا إيجازا أو بسطا، ومن ثم فإنني أستطيع أن أذهب إلى أن ما ذكره بالمزهر عن الإتباع هو إيجاز لما بسطه في كتابه الذي لم أقف عليه.

بدأ السيوطي بتعريف الإتباع- على نفس منهجه النقلي- فنقل عن ابن فارس أنه «أن تتبع الكلمة الكلمة على وزنها أو رويها إشباعا وتأكيدا» «١».

وفي هذا الفصل نقل عن أحد عشر كتابا من كتب اللغة وأورد عنها بعض النقول والأمثلة، وهذه الكتب هي فقه اللغة والماع الإتباع لابن فارس، وغريب الحديث لأبي عبيد، وشرح منهاج البيضاوي للسبكي، وأمالي القالي وأمالي ثعلب، والجمهرة لابن دريد وتذكرة ابن مكتوم، وديوان الأدب للفارابي، والصحاح للجوهري، والغرة لابن الدهان.

وبعض هذه الكتب لم يصل إلينا، والجدير بالذكر أن السيوطي راعى فيما جمعه من أمثلة للإتباع من هذه المصادر المختلفة أن يذكر من كل منها ما لم يذكره الآخرون وكأنه بذلك يحاول استقصاء هذه الأمثلة التي وردت للاتباع ويحاول أن يصل بها على عادته في الجمع إلى أكبر عدد، وفي هذا دلالته على مبلغ الجهد الذي عاناه في ذلك، وبراعته في التنسيق والجمع.

ومن أمثلة الإتباع قولهم: عطشان نطشان، وجائع نائع، وحسن بسن، وأمثال ذلك ما كانت فيه الكلمة الثانية على رويّ الأولى، وتابعه لها على وجه التوكيد، ولا يمكن أن يؤتى بالكلمة التالية (التابعة) وحدها «٢».

وليس الاتباع من قبيل الترادف، بل هو مختلف عنه لإفادة المترادفين فائدة واحدة والتابع لا يفيد وحده شيئا، والفرق بينه وبين التوكيد أن شروط التابع أن يكون على زنة المتبوع ورويه، وليس كذلك التوكيد.

وبعض الكلمات التي ورد استعمالها في الاتباع لم يعرف لها بعض أهل اللغة


(١) المزهر ج ١ ص ٤١٤.
(٢) المصدر السابق ج ١ ص ٤١٥.

<<  <   >  >>