للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن مدرس الحنفية هو الذي كان يتولى مشيختها في الغالب وفقا لشروط الواقف، وقد أورد السيوطي أسماء جميع من تولى مشيختها الكبرى حتى انتهى إلى الشيخ باكير «١»، ولم يرد بكتاب السيوطي الذي بين أيدينا بعد الشيخ باكير أحد، بالرغم من أن الذين ولوا مشيختها بعد ذلك كانوا معاصرين للسيوطي وكان بعضهم من شيوخه، فمنهم الشيخ محيي الدين الكافيجي المتوفي عام ٨٧٩ هـ «٢»، ثم وليها الشيخ سيف الدين الحنفي المتوفي عام ٨٨١ هـ «٣»، وبعد ذلك وليها الشيخ محب الدين بن الشحنة «٤»، وقد نص السيوطي في أماكن أخرى على تولي هؤلاء مشيخة الشيخونية «٥». ويبدو أن كتاب حسن المحاضرة الذي بين أيدينا لم يسلم من نقص تعرض له كما لم يسلم من زيادات دخلت فيه، وما قدمنا دليل على ما نقول، فلعل السيوطي كان حريصا كل الحرص على ذكر أسماء شيوخه ومعاصريه الذين تولوا مشيخة الشيخونية، يدل على ذلك ذكره لهم في أماكن أخر وسنشير إلى هذه النقطة مرة أخرى في مناسبتها.

وجدير بالذكر هنا أن السيوطي قد تولى منذ وقت مبكر تدريس الحديث بهذه الخانقاه وذلك في شعبان عام ٨٧٧ هـ «٦»، بعد وفاة فخر الدين المقسمي.

وهكذا يتضح لنا أن خانقاه شيخو كانت تعد مدرسة كبيرة لها وزنها في المجتمع آنذاك فضلا عما كانت تؤديه من إيواء الطلبة والصوفية، وقد كان لها أوقاف سخية ينفق منها على شيوخها وطلبتها وسائر مرافقها وقد عظم قدرها وتخرج فيها كثير من أهل العلم، وسنشير إلى هذه الخانقاه عند الحديث عن حياة السيوطي لأن والده كان من صوفيتها وقد تولى تدريس الفقه الشافعي بالجامع الشيخوني المقابل للخانقاه كما أن السيوطي قد تولى أول وظائفه العلمية بها.


(١) حسن المحاضرة ج ١ ص ٣١٧.
(٢) ابن إياس: بدائع الزهور ج ٢ ص ١٥٢.
(٣) المصدر السابق ج ٢ ص ١٦٨، ١٦٩.
(٤) نفس المصدر ج ٢ ص ١٧٥.
(٥) السيوطي: نظم العقيان في أعيان الأعيان ترجمة ابن الشحنة ص ١٧١.
(٦) ابن إياس: بدائع الزهور ج ٢ ص ١٤٢.

<<  <   >  >>