للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مؤلف، وبالرغم من ذلك فإن كتبه المطولة تمثل عددا كبيرا، وقد طبع من آثاره إلى الآن عدد لا بأس به، إلا أن قدرا كبيرا من هذه الآثار لا يزال مخطوطا، كما أن جانبا من آثاره قد ضاع وفقد على ما أرجح.

والملاحظة الثالثة تتصل بوثاقة هذه المؤلفات وصحة نسبتها أو نسبة ما بها إلى السيوطي وهذه النقطة تستلزم دراسة لكل مؤلف منها منفردا، وهذا ما يستحيل القيام به تجاه أربعمائة أثر أو أقل أو أكثر، بيد أن كثرة المطالعة في كتبه جعلتني أستوضح شخصيته وأسلوبه وفكره الذي أستطيع تبينه ومعرفته في مؤلفاته، بالاضافة إلى ما يكتبه من إشارات متناثرة في داخلها عن بعض الأحداث التي تعرض لها في حياته أو إشاراته إلى كتبه الأخرى بما يجعلنا نطمئن إلى صحة نسبة أكثر هذه الكتب إلى السيوطي، ولكن ذلك لا يمنع أن بعضها قد دخله في بعض الأحيان حشو من قبل بعض تلاميذه أو من غيرهم، غير أن ذلك- على ما أرجح- قليل جدا، وقد استطعت أن أعثر في كتابيه «حسن المحاضرة»، و «الكنز المدفون»، على نصين قطعت بأنهما مما زيد على كتبه بعد موته فقد تحدث السيوطي في حسن المحاضرة عن سلاطين مصر من المماليك وسردهم سردا سريعا حتى انتهى إلى قانصوه الغوري، وإلى هنا يمكن أن نقول: إن ما كتب كان على يد السيوطي، إذ إن الغوري كان آخر السلاطين الذين

عاصرهم، وقد توفي السيوطي عام ٩١١ هـ واستمر حكم الغوري إلى عام ٩٢٢ هـ، ونجد في الكتاب بعد ذلك مباشرة أن الغوري: «أقام في الملك إلى أن خرج من مصر في منتصف ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة في جيش كبير إلى البلاد الحلبية لملاقاة السلطان سليم بن عثمان فوقع المصاف بينهما بمرج دابغ في خامس عشري رجب من السنة المذكورة، فمات في ذلك حتف أنفه ولم توجد جثته، ثم في يوم الجمعة رابع عشر شهر رمضان من السنة المذكورة تولى طومان باي الدوادار ابن أخي الغوري ولقب بالأشرف، ثم ان السلطان سليم بن عثمان دخل مصر في يوم الخمس سلخ الحجة سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة وأقام بمصر إلى أن رحل عنها في رابع عشري شعبان من السنة المذكورة، وخلف عليها خاير بك المحمدي، ثم إن ابن عثمان مات ببلاد الروم في ليلة السبت تاسع شوال سنة ست وعشرين، وقام بعده في الملك ولده

<<  <   >  >>