للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - معجمات ترمي إلى بيان الألفاظ الموضوعة لمختلف المعاني والموضوعات فترتب المعاني والموضوعات بطريقة خاصة، وتذكر الألفاظ التي تستعمل في كل منها، وأهم هذه المعجمات «الألفاظ» لابن السكيت (٢٤٣ هـ)، و «الألفاظ الكتابية» للهمذاني (٢٢٧ هـ)، و «فقه اللغة» للثعالبي، وأكثرها جمعا وأضخمها كتاب المخصص لابن سيدة.

٤ - معاجم خاصة تقتصر على ذكر ألفاظ موضوع من الموضوعات أو تهتم بطوائف معينة من الألفاظ، وهذه أقدم مؤلفات اللغة ظهورا، ويمثلها كتاب الأنواء والنبات لأبي حنيفة، وكتب الأصمعي التي أشرنا إليها وكذلك كتب أبي زيد في الابل والمطر وغيرها، وكتب أبي حاتم وأمثال هذه المصنفات.

هذه جوانب الدراسة اللغوية التي سبقت السيوطي وأهم ما وضع فيها من الكتب، بيد أننا ينبغي ألا نغفل ما كان يحدث خارج البيئة اللغوية من تناول للغة، ونقصد بذلك

دراسة الأصوليين (علماء أصول الفقه) للغة، فالحق أن السيوطي لم يقتصر على النظر في أبحاث اللغويين بل تجاوز ذلك إلى النظر في أبحاث الأصوليين التي تهتم باللغة، والحق أن «المقدمة اللغوية عند الأصوليين من أدق وأوفى ما كتب ويكتب عن الحياة اللغوية منذ نشأة اللغة إلى أن أصبحت كائنا معقد البناء والتركيب» «١».

وقد ألم الأصوليون في هذه المقدمة بمباحث لم يستوفها الدارسون اللغويون، ولا نكون مبالغين إذ قلنا: إن تتبع ما عند الأصوليين من البحث اللغوي كثيرا ما يكون أجدى من تتبع بحوث أصحاب اللغة أنفسهم «٢».

كما كان للمتكلمين نصيب كبير في التوفر على دراسة نشأة اللغة والقول بمواضعتها واصطلاحها أو توقيفها، وقد اختلفوا فيما بينهم حول ذلك، وتعدّ هذه المسألة من أهم أبحاث علم الكلام.


(١) د. سيد خليل: التصور اللغوي عند العرب ص ١٨٤ (مقال بمجلة كلية الآداب- جامعة الاسكندرية).
(٢) أمين الخولي: مشكلات حياتنا اللغوية ص ٢٧.

<<  <   >  >>