للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحجازي، والشهاب المنصوري، فلما مات الستة رثاهم الشهاب المنصوري بقوله:

خلت سماء المعاني من سنا الشهب ... فالآن أظلم أفق الشعر والأدب

تقطب العيش وجها بعد رحلة من ... تجاذبوا بالمعاني مركز القطب «١»

وأشهر هؤلاء جميعا الشهاب المنصوري الذي توفي عام ٨٨٧ هـ وكان جيد الشعر.

وقد أصل جورجي زيدان الحديث عن شعر هذه الفترة بقوله: «ان الشعر أصبح صناعة لفظية بعد أن كان قريحة فطرية، واختلط الشعر بالأدب، وقلما نبغ شاعر لم يشتغل بغير الشعر، فإن أكثرهم ألفوا الكتب في الأدب وجمع الشعر والنكات والمواعظ والحكم ونحو ذلك، وابتذلت الصناعة الشعرية، وتعاطاها الناس لقضاء ساعات الفراغ فقط، وكثر الناظمون من الباعة وأرباب الحرف كالخياطين والنجارين والدهانين ونحوهم وليس ذلك خاصا بهذا العصر إذ كثيرا ما ظهرت القرائح الشعرية في طبقات العامة لكنهم كانوا إذا نبغوا استغنوا عن صنائعهم بتقربهم من بعض الأمراء أو الخلفاء فتشحذ قرائحهم ويأتون بالمعجزات كما اتفق لكثيرين من شعراء العصر الأموي والعباسي». «٢»

والحق أن هذه الأوصاف تنطبق إلى حد كبير على العصر الذي نستوضح ملامحه، ولكن ينبغي التحفظ في إطلاق الأحكام، إذ إن العصر لم يعدم كثيرا من الشعر الجيد والشعراء الذين أجادوا في كثير من أشعارهم على الرغم من أن شاعرا منهم لم يخل شعره من الإسفاف والانحدار في بعض الأحيان، ومن تكلف الصنعة في أحيان أكثر، وذلك هو السبب في تعميم وصف الانحدار على العصر وشعرائه.

أما النثر فله أنواع عديدة وصور متنوعة، ويمكن أن يندرج النثر بدوره من ناحية أسلوبه وطريقة التعبير فيه في قسمين رئيسيين أولهما: قسم تلقى فيه العناية


(١) ابن إياس: بدائع الزهور ج ٢ ص ١٢٦.
(٢) جورجي زيدان: تاريخ آداب اللغة العربية ج ٣ ص ١٢٦.

<<  <   >  >>