للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حِينَ قَالَ لَهُ أَبُوهُ: {لأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا} [مريم: ٤٦] {قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا} [مريم: ٤٧] فَأَمَّا إذَا هَمَّ الْأَبُ بِقَتْلِ ابْنِهِ، وَصَارَ بِحَيْثُ لَا يَتَمَكَّنُ مِنْ دَفْعِهِ عَنْ نَفْسِهِ، إلَّا بِقَتْلِهِ، فَلَا بَأْسَ بِقَتْلِهِ. لِأَنَّهُ فِي هَذَا الْوَجْهِ لَا يَقْصِدُ كُفْرَانَ النِّعْمَةِ، وَإِنَّمَا يَقْصِدُ إحْيَاءَ نَفْسِهِ بِسَبَبِ دَفْعِ الْهَلَاكِ عَنْهَا، وَذَلِكَ مَأْمُورٌ بِهِ. وَقَدْ بَيَّنَّا فِي شَرْحِ الْجَامِعِ الصَّغِيرِ الْفَرْقَ بَيْنَ الْآبَاءِ وَالْأُمَّهَاتِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ ذَوِي الرَّحِمِ الْمَحْرَمِ، وَالْفَرْقَ بَيْنَ الْمُشْرِكِينَ فِي ذَلِكَ وَبَيْنَ أَهْلِ الْبَغْيِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ.

- وَلَوْ ظَفِرَ الْمُسْلِمُونَ بِالسَّبْيِ وَالْمُعْتَقِ الَّذِي كَانَ يُقَاتِلُ مَعَهُمْ، وَقَدْ قَتَلَ بَعْضَهُمْ فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَقْتُلُوهُمَا بَعْدَ الْأَسْرِ. لِأَنَّهُ قَدْ انْدَفَعَ قِتَالُهُمَا بِالْأَسْرِ.

- فَإِنْ كَانُوا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى إخْرَاجِهِمَا وَهُمْ يَخَافُونَ إنْ خَلَّوْا سَبِيلَهُمَا أَنْ يَعُودَا إلَى قِتَالِ الْمُسْلِمِينَ فَلَا بَأْسَ بِقَتْلِهِمَا؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَقَعْ الْأَمْنُ عَنْ قِتَالِهِمْ.

<<  <   >  >>