للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَإِنْ كَانَ الَّذِينَ أَتَوْنَا بَعْضَ أَحْرَارِهِمْ) أَخَذُوا مِنْهُمْ الْكُرَاعَ وَالسِّلَاحَ وَالْمَالَ ثُمَّ دَخَلُوا إلَيْنَا بِأَمَانٍ لَمْ نَتَعَرَّضْ لَهُمْ فِي شَيْءٍ مِمَّا جَاءُوا بِهِ. لِأَنَّ الْأَمَانَ كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ، وَلَمْ يَكُنْ فِيمَا بَيْنَهُمْ أَمَانٌ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ، فَمَا أَخَذُوا بِهِ مِنْ الْمَالِ قَدْ صَارَ مِلْكًا لَهُمْ، وَلَا يَنْبَغِي أَنْ نَتَعَرَّضَ لَهُمْ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ سَوَاءٌ أَسْلَمُوا أَوْ صَارُوا ذِمَّةً أَوْ دَخَلُوا إلَيْنَا بِأَمَانٍ.

٣١٦٠ - وَهُوَ نَظِيرُ مَا لَوْ كَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ مُوَادَعَةٌ، فَأَخَذَ بَعْضُهُمْ مَالَ بَعْضٍ ثُمَّ جَاءَ بِهِ إلَى دَارِنَا مُسْلِمًا أَوْ ذِمِّيًّا أَوْ مُسْتَأْمَنًا. لَمْ نَتَعَرَّضْ لَهُمْ بِأَخْذِ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ مِنْ أَيْدِيهِمْ.

٣١٦١ - وَلَوْ أَنَّ أُسَرَاءَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ جَاءُوا بِهِمْ لِلْمُفَادَاةِ هَرَبُوا إلَيْنَا قَبْلَ أَنْ يَقَعَ الْفِدَاءُ فَقَالُوا: رُدُّوهُمْ إلَيْنَا لِلْعَهْدِ لَمْ نَرُدَّهُمْ. لِأَنَّا مَا أَعْطَيْنَاهُمْ الْعَهْدَ عَلَى حَبْسِ أُسَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّ ذَلِكَ ظُلْمٌ مِنْهُمْ، وَإِنَّمَا أَعْطَيْنَاهُمْ الْعَهْدَ عَلَى نُفُوسِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ، وَمَا كَانُوا يَمْلِكُونَ الْأُسَرَاءَ.

٣١٦٢ - ثُمَّ لَيْسَ عَلَيْنَا أَنْ نَفِيَ لَهُمْ بِالْفِدَاءِ.

<<  <   >  >>