للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَإِنْ لَمْ يَكُنْ بِالْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِمْ قُوَّةٌ وَخَافُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ فَلَا بَأْسَ بِأَلَّا يَقْبَلُوا ذَلِكَ مِنْهُ. أَلَا تَرَى أَنَّهُ لَوْ أَسْلَمَ يَجِبُ عَلَيْنَا نُصْرَتُهُ عِنْدَ الْخَوْفِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْ الْعَدُوِّ، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ بِهِمْ قُوَّةٌ عَلَيْهِمْ فَكَذَلِكَ إذَا طَلَبَ عَقْدَ الذِّمَّةِ وَإِنْ كَانَ بِالْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِمْ قُوَّةٌ.

لِأَنَّهُمْ يَخَافُونَ عَلَى قَتْلِ أُسَرَائِهِمْ فَلَا بَأْسَ بِأَنْ يَقْبَلُوا ذَلِكَ مِنْهُ، بِمَنْزِلَةِ مَا لَوْ أَسْلَمَ فَإِنَّهُ يَجِبُ الْقِيَامُ بِنُصْرَتِهِ، وَإِنْ كَانَ يُخَافُ مِنْ ذَلِكَ عَلَى أُسَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ.

أَلَا تَرَى أَنَّهُ لَا يَتْرُكُ الْقِتَالَ مَعَهُمْ لِخَوْفِ الْقَتْلِ عَلَى أُسَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ، فَكَذَلِكَ لَا يَتْرُكُ الْإِجَابَةَ إلَى عَقْدِ الذِّمَّةِ لِذَلِكَ.

٣٢١١ - فَإِنْ قَالُوا نَدْفَعُ إلَيْكُمْ أُسَرَاءَكُمْ عَلَى أَلَّا تَقْبَلُوا مِنْهُ أَنْ يَكُونَ ذِمَّةً لَكُمْ فَهَذَا يَنْبَغِي لِلْإِمَامِ أَلَّا يَقْبَلَهُ مِنْهُمْ. لِأَنَّ تَخْلِيصَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ لِيَكُونُوا مُقَاتِلَةً يَذُبُّونَ عَنْ دَارِ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَكُونَ هَذَا ذِمَّةً لِلْمُسْلِمِينَ.

٣٢١٢ - فَإِنْ أَجَابَهُمْ الْإِمَامُ إلَى ذَلِكَ فَخَلَّوْا سَبِيلَ الْأُسَرَاءِ، ثُمَّ لَمْ يَظْفَرْ الْمُشْرِكُونَ بِالْمَحْصُورِ فَسَأَلَ الْمَحْصُورُ أَنْ يَكُونَ ذِمَّةً لَنَا أَجَبْنَاهُ إلَى ذَلِكَ، لِمَا بَيَّنَّا أَنَّ الذِّمَّةَ خَلَفٌ عَنْ الْإِسْلَامِ فِي

<<  <   >  >>