للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً} [النحل: ٨] . فَأَمَّا الْإِبِلُ وَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ فَقَدْ تَكُونُ لِلرُّكُوبِ وَالْحَمْلِ عَلَيْهَا وَقَدْ تَكُونُ لِلْأَكْلِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} [النحل: ٥]

٣٥٩٧ - فَإِنْ اشْتَرَطُوا السِّلَاحَ وَالْخَيْلَ فَاسْمُ الْخَيْلِ يَتَنَاوَلُ الْعِرَابَ وَالْبَرَاذِينَ وَالْإِنَاثَ وَالذُّكُورَ، وَلَا يَدْخُلُ فِيهِ الْبِغَالُ وَالْحَمِيرُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: ٦٠] .

وَقَدْ بَيَّنَّا أَنَّهُ يُسْهَمُ لِلْعِرَابِ وَالْبَرَاذِينِ فِي الْغَنِيمَةِ دُونَ الْبِغَالِ وَالْحَمِيرِ، اسْتِدْلَالًا بِهَذِهِ الْآيَةِ.

وَإِنْ اشْتَرَطُوا الْمَاشِيَةَ لَمْ يَدْخُلْ فِي ذَلِكَ الْخَيْلُ وَالْبِغَالُ وَالْحَمِيرُ. لِأَنَّ اسْمَ الْمَاشِيَةِ غَيْرُ اسْمِ الْكُرَاعِ، فَإِنَّمَا يَتَنَاوَلُ اسْمُ الْمَاشِيَةِ مَا لَا يَتَنَاوَلُهُ اسْمُ الْكُرَاعِ مِنْ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ، لِأَنَّهَا تُسَامُ غَالِبًا، وَأَصْحَابُ السَّوَائِمِ يُقَالُ لَهُمْ أَصْحَابُ الْمَوَاشِي.

٣٥٩٨ - وَإِنْ اشْتَرَطُوا السِّلَاحَ فَكَانَ فِي بَعْضِ السِّلَاحِ فِضَّةٌ أَوْ ذَهَبٌ أَوْ جَوْهَرٌ فَذَلِكَ تَبَعٌ لِلسِّلَاحِ، فَالتَّبَعُ يُسْتَحَقُّ بِاسْتِحْقَاقِ الْأَصْلِ فَأَمَّا السُّرُوجُ وَاللُّجُمُ فَهِيَ مِنْ الْمَتَاعِ لَا مِنْ السِّلَاحِ؛ لِأَنَّهُ يُسْتَمْتَعُ بِهَا مَعَ بَقَاءِ الْعَيْنِ فِي غَيْرِ الْحَرْبِ عَادَةً، وَكَذَلِكَ الْأَكُفُّ وَالْجِلَالُ، وَأَمَّا التَّجَافِيفُ فَهِيَ مِنْ جُمْلَةِ الْأَسْلِحَةِ لَا تُسْتَعْمَلُ إلَّا فِي حَالَةِ الْحَرْبِ

٣٥٩٩ -

<<  <   >  >>