للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَإِنْ قُتِلَ مِنْهُمْ نَاسٌ وَبَقِيَ نَاسٌ فَالْمُعْتَبَرُ هُوَ الْمَنَعَةُ كَمَا فِي الْخُرُوجِ. فَإِنْ كَانَ مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ لَا مَنَعَةَ لَهُ فَلَا بَأْسَ بِقِتَالِ أَهْلِ الْحِصْنِ.

وَإِنْ كَانُوا أَهْلَ مَنَعَةٍ لَمْ يَحِلَّ قِتَالُهُمْ مَا لَمْ يَخْرُجْ هَؤُلَاءِ إلَى دَارِنَا. .

وَلَوْ كَانُوا صَالَحُوهُمْ عَلَى أَنْ يُؤَمِّنُوهُمْ هَذِهِ السَّنَةَ فَهَذَا جَائِزٌ.

لِأَنَّهُمْ وَقَّتُوا الْأَمَانَ بِمَا هُوَ مَعْلُومٌ يَقِينًا، وَلَوْ وَقَّتُوهُ بِمَا هُوَ غَيْرُ مَعْلُومٍ وَهُوَ خُرُوجُهُمْ إلَى دَارِ الْإِسْلَامِ، جَازَ، فَفِيمَا هُوَ مَعْلُومٌ أَجَوْزُ. ثُمَّ لَمَّا عَرَّفُوا السَّنَةَ بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ يَنْصَرِفُ إلَى السَّنَةِ الْمَعْهُودَةِ الَّتِي هُمْ فِيهَا، وَمُضِيُّهَا انْقِضَاءُ ذِي الْحِجَّةِ، حَتَّى إذَا كَانَ الْبَاقِي مِنْهَا شَهْرًا فَلَهُمْ ذَلِكَ خَاصَّةً.

٧٣٥ - وَإِنْ قَالُوا: إنَّمَا صَالَحْنَاكُمْ عَلَى مَا نَحْسِبُ نَحْنُ عَلَيْهِ السَّنَةَ لَمْ يُلْتَفَتْ إلَى ذَلِكَ.

لِأَنَّ الْمُسْلِمِينَ هُمْ الَّذِينَ أَعْطَوْهُمْ الْأَمَانَ، وَالْمُدَّةُ الْمَذْكُورَةُ تَنْصَرِفُ إلَى مَا يَكُونُ مَعْلُومًا عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ دُونَ مَا يَكُونُ مَعْلُومًا لَهُمْ. فَإِنَّ الْمُسْلِمِينَ لَا يَعْرِفُونَ ذَلِكَ. وَقَدْ أُمِرْنَا بِبِنَاءِ الْأَحْكَامِ عَلَى مَا نَعْرِفُهُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابِ} [يونس: ٥] . إلَّا أَنْ يَكُونُوا بَيَّنُوا ذَلِكَ فِي صُلْحِهِمْ فَحِينَئِذٍ الشَّرْطُ أَمْلَكُ.

٧٣٦ - وَإِنْ قَالُوا: لَنَا سَنَةٌ كَامِلَةٌ مِنْ وَقْتِ الصُّلْحِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، لَمْ يُلْتَفَتْ إلَى ذَلِكَ.

<<  <   >  >>