١٦٣ - الثَّانِي: عَن إِبْرَاهِيم أَيْضا عَن أَبِيه قَالَ: لما قدمنَا الْمَدِينَة آخى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بيني وَبَين سعد بن الرّبيع، فَقَالَ سعد بن الرّبيع: إِنِّي أَكثر الْأَنْصَار مَالا، فأقسم لَك نصف مَالِي، وَانْظُر أَي زَوْجَتي هويت نزلت لَك عَنْهَا، فَإِذا حلت تَزَوَّجتهَا. فَقَالَ لَهُ عبد الرَّحْمَن: لَا حَاجَة لي فِي ذَلِك، هَل من سوق فِيهِ تِجَارَة؟ قَالَ: سوق بني قينقاع. قَالَ: فغدا إِلَيْهِ عبد الرَّحْمَن، فَأتى بأقطٍ وَسمن، قَالَ: ثمَّ تَابع الغدو.
فَمَا لبث إِن جَاءَ عبد الرَّحْمَن عَلَيْهِ أثر صفرةٍ، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " تزوجت؟ " قَالَ: نعم. قَالَ:" وَمن؟ " قَالَ: امْرَأَة من الْأَنْصَار قَالَ: " فكم سقت؟ " قَالَ: زنة نواة من ذهب، أَو: نواة من ذهب. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم:" أولم وَلَو بِشَاة ".
١٦٤ - الثَّالِث: عَن إِبْرَاهِيم قَالَ: أُتِي عبد الرَّحْمَن بِطَعَام وَكَانَ صَائِما، فَقَالَ: قتل مُصعب بن عُمَيْر وَهُوَ خير مني، فَكفن فِي بردةٍ إِن غطي رَأسه بَدَت رِجْلَاهُ، وَإِن غطي رِجْلَاهُ بدا رَأسه. وَقتل حَمْزَة - أَو رجل آخر، شكّ إِبْرَاهِيم - وَفِي بعض الرِّوَايَات عَنهُ: وَقتل حَمْزَة وَلم يشك، قَالَ: وَهُوَ خيرٌ مني، فَلم يُوجد مَا يُكفن فِيهِ إِلَّا بردة، ثمَّ بسط لنا من الدُّنْيَا مَا بسط، أَو قَالَ: أعطينا من الدُّنْيَا مَا أعطينا، وَقد خشيت أَن تكون قد عجلت لنا طيباتنا فِي حياتنا الدُّنْيَا، ثمَّ جعل يبكي حَتَّى ترك الطَّعَام.
١٦٥ - الرَّابِع: عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أَنه قَالَ لِصُهَيْب: اتَّقِ الله، وَلَا تدع إِلَى غير أَبِيك. فَقَالَ صُهَيْب: مَا يسرني أَن لي كَذَا وَكَذَا وَأَنِّي فعلت ذَلِك، وَلَكِنِّي سرقت وَأَنا صبي.