٦٥٢ - الأول: عَن زر بن حُبَيْش قَالَ: سَمِعت أبي بن كَعْب يَقُول - وَقيل لَهُ: إِن عبد الله بن مَسْعُود يَقُول: من قَامَ السّنة أصَاب لَيْلَة الْقدر. فَقَالَ أبي: وَالله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ إِنَّهَا لفي رَمَضَان، يحلف مَا يَسْتَثْنِي. وَالله إِنِّي لأعْلم أَي ليلةٍ هِيَ، هِيَ اللَّيْلَة الَّتِي أمرنَا بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقيامها، هِيَ لَيْلَة سبع وَعشْرين، وأمارتها أَن تطلع الشَّمْس فِي صَبِيحَة يَوْمهَا بَيْضَاء، لَا شُعَاع لَهَا.
وَفِي حَدِيث سُفْيَان قَالَ: سَأَلت أبي بن كَعْب، فَقلت: إِن أَخَاك ابْن مسعودٍ يَقُول:
من يقم الْحول يصب لَيْلَة الْقدر. فَقَالَ: رَحمَه الله أَرَادَ أَلا يتكل النَّاس، أما إِنَّه قد علم أَنَّهَا فِي رَمَضَان، وَأَنَّهَا فِي الْعشْر الْأَوَاخِر. ثمَّ حلف لَا يَسْتَثْنِي أَنَّهَا لَيْلَة سبعٍ وَعشْرين. فَقلت: بِأَيّ شَيْء تَقول ذَلِك يَا أَبَا الْمُنْذر؟ قَالَ: بالعلامة، أَو بِالْآيَةِ الَّتِي أخبرنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَنَّهَا تطلع يومئذٍ لَا شُعَاع لَهَا.
٦٥٣ - الثَّانِي: عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى عَن أبي بن كَعْب فِي قَوْله عز وَجل: {ولنذيقنهم من الْعَذَاب الْأَدْنَى دون الْعَذَاب الْأَكْبَر}[سُورَة السَّجْدَة] ، قَالَ: مصائب الدُّنْيَا، وَالروم، وَالْبَطْشَة أَو الدُّخان. شُعْبَة الشاك فِي البطشة أَو الدُّخان.
٦٥٤ - الثَّالِث: عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى عَن أبي بن كَعْب قَالَ: كنت فِي الْمَسْجِد، فَدخل رجلٌ يُصَلِّي، فَقَرَأَ قِرَاءَة أنكرتها، ثمَّ دخل آخر فَقَرَأَ قِرَاءَة سوى قِرَاءَة صَاحبه. فَلَمَّا قضينا الصَّلَاة دَخَلنَا جَمِيعًا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت: إِن هَذَا قَرَأَ قِرَاءَة أنكرتها عَلَيْهِ، وَدخل آخر فَقَرَأَ سوى قِرَاءَة صَاحبه، فَأَمرهمَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فقرآ، فَحسن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَأْنهمَا، فَسقط فِي نَفسِي من التَّكْذِيب وَلَا إِذْ كنت فِي الْجَاهِلِيَّة، فَلَمَّا رأى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا قد غشيني ضرب فِي صَدْرِي،